للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنَّ هذهِ المُوجِبةُ التي تُوجِبُ عليكِ العَذابَ، فتَلكَّأتْ ساعَةً ثمَّ قالَتْ: واللهِ لا أَفضَحُ قَومي، فشَهدَتِ الخامِسةَ أنَّ غضَبَ اللهِ عَليها إنْ كانَ مِنْ الصادقِينَ، ففرَّقَ رَسولُ اللهِ بينَهُما، وقَضَى أنْ لا يُدْعى ولَدُها لأبٍ ولا تُرمَى ولا يُرمَى ولَدُها، ومَن رَماها أو رَمَى ولَدَها فعليهِ الحَدُّ، وقَضَى أنْ لا بَيتَ لها عليه ولا قُوتَ مِنْ أجْلِ أنهُما يَتفرَّقانِ مِنْ غَيرِ طَلاقٍ ولا مُتوفَّى عنها، وقالَ: «إنْ جاءَتْ بهِ أُصَيهِبَ أُرَيصِحَ أُثيبِجَ حَمْشَ الساقَينِ فهو لهِلالٍ، وإنْ جاءَتْ بهِ أَوْرَقَ جَعدًا جُمالِيًّا خَدلَّجَ الساقَينِ سابِغَ الإليتَينِ فهو للذي رُميَتْ به»، فجاءَتْ بهِ أورَقَ جَعدًا جُمالِيًّا خَدلَّجَ الساقَينِ سابِغَ الإليتَينِ، فقالَ رَسولُ اللهِ : «لولا الأيمانُ لَكانَ لي ولها شَأنٌ»، قالَ عِكرمةُ: فكانَ بعدَ ذلكَ أمِيرًا على مِصرٍ وما يُدعَى لأبٍ (١).

وإنَّما ذُكرَ الغَضبُ في جانِبِها لأنَّ النِّساءَ يَستعمِلنَ اللَّعنَ كَثيرًا، فيكونُ ذِكرُ الغَضبِ أَدعَى لهنَّ إلى الصِّدقِ.


(١) رواه أبو داود (٢٢٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>