للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النبيُّ : «أَبصِرُوها، فإنْ جاءَتْ به أَكحَلَ العَينَينِ سابِغَ الإليتَينِ خَدلَّجَ الساقَينِ فهو لشَريكِ بنِ سَحماءَ»، فجاءَتْ بهِ كذلكَ، فقالَ النبيُّ : «لَولا ما مَضى مِنْ كِتابِ اللهِ لَكانَ لي ولَها شَأنٌ» (١).

وفي رِوايةِ عِكرمةَ عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ: جاءَ هِلالُ بنُ أُميَّةَ -وهو أحَدُ الثلاثةِ الذينَ تابَ اللهُ عَليهم- فجاءَ مِنْ أرضِهِ عَشيًّا فوجَدَ عندَ أهلِهِ رَجلًا، فرَأى بعَينِه وسَمعَ بأذُنِه فلمْ يُهِجْه حتى أصبَحَ، ثمَّ غَدَا على رَسولِ اللهِ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ إني جِئتُ أهلِي عِشاءً فوجَدْتُ عِندهُم رَجلًا فرَأيتُ بعَينَيَّ وسَمِعتُ بأُذنَيَّ، فكَرهَ رَسولُ اللهِ ما جاءَ بهِ واشتَدَّ عليه فنزَلَتْ: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ﴾ [النور: ٦] الآيتَينِ كلتَيهِما، فسُرِّيَ عن رَسولِ اللهِ فقالَ: «أَبشِرْ يا هِلالُ قد جعَلَ اللهُ ﷿ لكَ فَرجًا ومَخرجًا»، قالَ هِلالٌ: قد كُنْتُ أرجو ذلكَ مِنْ رَبِّي، فقالَ رسولُ اللهِ : «أَرسِلُوا إليها»، فجاءَتْ، فتَلا عَليهما رَسولُ اللهِ وذكَّرَهُما وأخبَرَهُما أنَّ عَذابَ الآخِرةِ أشَدُّ مِنْ عَذابِ الدُّنيا، فقالَ هِلالٌ: واللهِ لقدْ صَدَقتُ عَليها، فقالَتْ: قد كذَبَ، فقالَ رَسولُ اللهِ : «لاعِنُوا بينَهُما»، فقيلَ لهِلالٍ: اشهَدْ، فشَهدَ أربَعَ شَهاداتٍ باللَّهِ إنه لَمِن الصادقِينَ، فلمَّا كانَتِ الخامِسةُ قيلَ لهُ: يا هِلالُ اتَّقِ اللهَ فإنَّ عَذابَ الدُّنيا أهوَنُ مِنْ عَذابِ الآخِرةِ وإنَّ هذهِ المُوجِبةُ التي تُوجِبُ عليكَ العَذابَ، فقالَ: واللهِ لا يُعذِّبُني اللهُ عَليها كما لم يَجلدْني عَليها، فشَهدَ الخامِسةَ أنَّ لَعنةَ اللهِ عليه إنْ كانَ مِنْ الكاذبِينَ، ثمَّ قيلَ لها: اشهَدِي، فشَهدَتْ أربَعَ شَهاداتٍ باللَّهِ إنه لَمِن الكاذبِينَ، فلمَّا كانَتِ الخامِسةُ قيلَ لها: اتَّقي اللهَ فإنَّ عَذابَ الدُّنيا أهوَنُ مِنْ عَذابِ الآخِرةِ


(١) رواه البخاري (٤٤٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>