للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالَ الحَنفيَّةُ: إذا قالَ لامرَأتِه وقَد دخَلَ بها: «أنتِ طالِقٌ أنتِ طالِقٌ» وقالَ: «عَنَيتُ الأُولَى» صُدِّقَ فيما بيْنَه وبيْنَ اللهِ تعالَى، وأمَّا في القَضاءِ فهُمَا تَطليقتانِ؛ لأنَّ كلَّ واحِدٍ مِنَ الكَلامَينِ إيقاعٌ مِنْ حَيثُ الظَّاهِرِ؛ فإنَّ صِيغةَ الكَلامِ الثَّاني كَصيغةِ الكَلامِ الأوَّلِ، والقاضِي مَأمورٌ باتِّباعِ الظَّاهِرِ، وما قالَهُ مِنْ قَصدِ تَكرارِ الكَلامِ الأوَّلِ مُحتَملٌ؛ لأنَّ الكَلامَ الواحِدَ يُكرَّرُ للتَّأكيدِ، واللهُ تعالَى مُطَّلِعٌ على ضَميرِه.

وكذلكَ قَولُه: «قد طَلَّقتُكِ قد طلَّقتُكِ، أو أنتِ طالِقٌ قد طلَّقتُكِ أو أنتِ طالِقٌ، أو طالقٌ وأنتِ طالِقٌ» (١).

ونَصَّ فُقهاءُ الحَنفيَّةِ والمالكيَّةِ على أنَّ الإنسانَ إذا قالَ لزَوجتِه: «أنتِ طالِقٌ، فقَالُ لهُ إنسانٌ: «ماذا قُلتَ؟ فقالَ: قدْ طَلَّقتُها، أو قالَ: قُلتُ: هيَ طالِقٌ» فهيَ طالِقٌ واحِدةً؛ لأنَّ كَلامَه الثَّاني جَوابٌ لسُؤالِ السَّائلِ، والسَّائِلُ


(١) «المبسوط» (٦/ ٩٩)، و «بدائع الصنائع» (٣/ ١٠٢)، و «المحيط البرهاني» (٣/ ٤٤٤)، و «الجوهرة النيرة» (٤/ ٤٠٣)، و «حاشية ابن عابدين» (٣/ ٢٩٣)، و «تنقيح الفتاوى الحامدية» (١/ ٢٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>