أي: زوجَها وصاحبَها، فالمقصودُ أنَّ هذه الكلمَةَ تُطلقُ على من يملِكُ عبدًا مملوكًا رقيقًا، فيقالُ له: هذا سيدُ فلانٍ المملوكِ، وتَقُولُ للزعيمِ أو للأميرِ الذي تنتمي إليه: هذا سيِّدُنا، ويَقُولُ إنسانٌ لأيِّ إنسانٍ آخَرَ ينتمي إِلَى أُمَّةٍ من الأُممِ: فلانٌ سيدُ بني فلانٍ، أو فلانٌ سيدُ الدولةِ الفلانيةِ أو الطائفةِ الفلانيةِ، فليس في هذه العبارةِ ميزةُ اختصاصٍ أو تفضيلٍ، اللَّهمَّ إلا أنَّ هذا الرَّجُلَ مفضَّلٌ على قومِه. وعلى هذا يُفهمُ من قولِنا: فلانٌ سيدُ بني تميمٍ أنَّه سيدٌ في حدودِ قريةِ بني تميمٍ، وأن هذا أفضلُ رجُلٍ فيهم، فإذا قالَ بنو تميمٍ: سيدُنا الأقرعُ، أو سيدُنا فلانٌ، وقالَ أصحابُ النبيِّ ﷺ سيدُنا مُحمَّد، استَوَيَا! وليس الأمرُ كذلك، فالنبيُّ ﷺ أعظمُ من ذلك، فلقَبُه أو اسمُه أو صفَتُه أعظمُ من كونِه سيدًا التي يُفهَمُ منها الزعامةُ الدنيويةُ العاديةُ. فلهذا كَانَ الصحابةُ على وَعيٍ وفَهمٍ وسُنَّةٍ واتِّباعٍ، عندما كانوا يَقُولُونَ: أمَرَنا رَسولُ اللهِ ﷺ، ورَسولُ اللهِ هو رَسولُ رَبِّ العَالَمِينَ ﷾، وهذه مَيزَتُه التي لا يشارِكُه فيها أحدٌ من العالَمينَ في عَصرِه على الإطلاقِ، وهذه هي التي بموجِبِها يلزَمُ جميعَ العالمين أن يَخضَعوا لأمرِه ونَهيِه، ويتَّبِعوه؛ لأنَّه يتكَلَّمُ بكلامِ مَنْ عندَ رَبِّ العَالَمِينَ، وبوَحيٍ من اللهِ تَعالى، فإذا قيلَ: قالَ رَسولُ اللهِ، كَانَ هذا الكلامُ من عندِ اللهِ، لا بواسطةِ رسولِه ﷺ، فيجبُ أن نتَّبِعَه، ولذا لَمَّا رَدَّ النبيُّ ﷺ على صاحبَي كسرى قَالَ: ولكن ربي أمَرَني، وما قَالَ: أنا سيدُ قومي، فأمَرتُهم بإعفاءِ اللِّحَى، وسيدُكم أمَرَكم بإعفاءِ الشَّوارِبِ، فهذانِ سيَّدانِ: هذا يأمُرُ قَومَه، وهذا يأمرُ قومَه، لكن هذا يَقُولُ: إنَّ ربي الذي هو الله ﷿، أمَرَني بكذا، أما ذاك فهو رَبُّكم، أي سيدُكم بشَرٌ مِثلُكم، فالذي يَختَصُّ به النبيُّ ﷺ ويمتازُ به، ويرتفعُ به عن سائرِ العالمينَ هو تمامُ العبوديةِ لله ﷾، وكمالُ الرسالةِ التي اختَصَّه اللهُ ﷾ بها دونَ العالمينَ أجمعينَ. لكنَّنا لو قُلنا: إنَّه سيدُ ولدِ آدمَ يَومَ القِيامةِ، كما جَاءَ في الحديث: «أنا =