للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حُسنُ الأُلفةِ، فإذا كانَتِ المَرأةُ أعلى مَنصِبًا اشتَغلَتْ عن الرَّجلِ فلا يَتمُّ بهِ المَقصودُ.

ولِمَا رَواهُ أبُو إسحاقَ الهَمْدانِيُّ عَنْ أبِي لَيلى الكِنديِّ قالَ: خرَجَ سَلمانُ في ثلاثةَ عشَرَ رَجلًا مِنْ أصحابِ رَسولِ اللهِ في سَفرٍ، فلمَّا حَضرتِ الصَّلاةُ قالوا: تَقدَّمْ يا أبا عَبدِ اللهِ فأنتَ أعلَمُنا وأسَنُّنا، فقالَ: إنَّ اللهَ ﷿ قدْ فضَّلَكمْ علينا يا مَعشرَ العَربِ، تأمُّونا ولا نَأمُّكُم، وتَنكِحُونَ نِساءَنا ولا نَنكِحُ نِساءَكمْ، فتَقدَّمَ رَجلٌ مِنْ القَومِ فصلَّى بهم أربعًا، فلمَّا انصَرفَ قالَ لهُ سَلمانُ: صلَّيتَ أربعًا، كُنَّا إلى الرُّخصةِ أحوَجَ» (١).

ولأنَّ العَربَ يَعتدُّونَ الكَفاءةَ في النَّسبِ، ويَأنَفونَ مِنْ نِكاحِ المَوالي، ويَرَونَ ذلكَ نَقصًا وعارًا.

والعَربُ بَعضُهم لبَعضٍ أكْفَاءٌ، وسائرِ النَّاسِ بَعضُهم لبَعضٍ أكْفاءٌ؛ لأنَّ المِقدادَ بنَ الأسَودِ الكِنديَّ تَزوَّجَ ضُباعةَ ابنَةَ الزُّبيرِ عمِّ النبيِّ ، وزوَّجَ أبو بكرٍ أختَه الأشعَثَ بنَ قَيسٍ الكِنديَّ، وزوَّجَ عَليٌّ ابنتَه أمَّ كَلثوم عُمرَ بنَ الخطَّابِ (٢).


(١) حَدِيثٌ ضَعِيفٌ: رواه عبد الرزاق في «المصنف» (١٠٣٢٩)، وسعيد بن منصور في «سننه» (٥٩٣)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٥٢٢٤).
(٢) «المغني» (٧/ ٢٦، ٢٧)، و «شرح الزركشي» (٢/ ٣٣٨)، و «كشاف القناع» (٥/ ٧٢)، و «شرح منتهى الإرادات» (٥/ ١٥٢)، و «مطالب أولي النهى» (٥/ ٨٥)، و «منار السبيل» (٢/ ٥٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>