للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَعالى: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ﴾ [المزمل: ٢٠]، وبحَديثِ عَبد اللهِ بنِ عُبَيدِ اللهِ قالَ: «دَخَلتُ على ابنِ عبَّاسٍ في شَبابٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَقُلنا لِشَابٍّ مِنَّا: سَلِ ابنَ عبَّاسٍ: أَكانَ رَسولُ اللهِ يَقرأُ في الظُّهرِ وَالعَصرِ؟ فقالَ: لَا، لَا. فَقِيلَ له: فلَعلَّهُ كان يَقرأُ في نَفسِهِ. فقالَ: خَمشًا، هذه شَرٌّ مِنْ الأُولَى، كانَ عَبدًا مَأمُورًا، بَلَّغَ ما أُرسِلَ بِه، وما اختَصَّنَا دونَ النَّاسِ بِشَيءٍ إلا بِثَلاث خِصَالٍ: أَمرَنَا أن نُسبِغَ الوُضُوءَ، وألَّا نَأكُلَ الصَّدَقَةَ، وألَّا نُنزِيَ الحِمَارَ على الفَرَسِ» (١).

وعن عِكرِمةَ عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: «لَا أَدرِي أَكانَ رَسولُ اللهِ يَقرأُ في الظُّهرِ وَالعَصرِ أَمْ لَا» (٢).

وبحَديثِ عُبادةَ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ : «لا صَلاةَ لِمَنْ لم يَقرأ بِأُمِّ القُرآنِ»، وهذا لا يَقتَضي أكثرَ مِنْ مرَةٍ.

قالَ الإمامُ الكاسانيُّ : وأمَّا في الأُخرَيَينِ فالأفضَلُ أن يَقرأَ فيهما بفاتِحةِ الكتابِ، ولو سَبَّحَ في كلِّ رَكعةٍ ثَلاثَ تَسبيحاتٍ مَكانَ فاتِحةِ الكتابِ، أو سكتَ، أجزَأَته صَلاتُه، ولا يَكونُ مُسيئًا إن كانَ عامِدًا، ولا سَهوَ عليه إن كانَ ساهِيًا، كذا رَوى أبو يُوسفَ عن أبي حَنيفةَ أنَّه مُخيَّرٌ بينَ قِراءةِ الفاتِحةِ والتَّسبيحِ والسُّكوتِ، وهذا جَوابُ ظاهِرِ الرِّوايةِ، وهو قولُ أبي يُوسفَ ومُحمدٍ (٣).


(١) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه أبو داود (٨٠٨).
(٢) رواه أبو داود (٨٠٩)، وأحمد (١/ ٢٤٩، ٢٥٧).
(٣) «معاني الآثار» (١/ ٣٦١، ٣٦٢)، وابن عابدين (١/ ٥١١)، و «تحفة الفقهاء» (١/ ١٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>