للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التُّصرفاتِ، وللوِراثةِ أسبابٌ: الفَريضةُ والعُصوبةُ والقَرابةُ، ولكنَّ أقوَى الأسبابِ العُصوبةُ؛ لأنَّ الإرثَ بها مُتفَقٌ عليهِ ويَستحقُّ بها جَميعَ المالِ، فلهذا رتَّبْنا الولايةَ على أقوَى أسبابِ الإرثِ وهو العُصوبةُ.

ولِما رواهُ عُمرُ بنُ أبي سَلمةَ عَنْ أمِّ سَلمةَ قالَتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ : «مَنْ أصابَتْه مُصيبةٌ فلْيقُلْ: إنَّا للَّهِ وإنَّا إليه راجِعونَ، اللَّهمَّ عندَكَ أحتَسِبُ مُصيبتِي، فأْجُرنِي فيها وأبْدِلنِي بها خيرًا منها»، فلمَّا ماتَ أبو سَلمةَ قُلتُها، فجَعلْتُ كلَّما بلَغْتُ: أبدِلنِي خيرًا مِنها قُلتُ في نَفسِي: ومَن خيرٌ مِنْ أبي سَلمةَ؟ فلمَّا انقَضَتْ عدَّتُها بعَثَ إليها أبو بَكرٍ يَخطُبُها فلمْ تَزوَّجْه، ثمَّ بعَثَ إليها عُمرُ يَخطبُها فلمْ تَزوَّجْه، فبعَثَ إليها رسولُ اللَّهِ عُمرَ بنَ الخطَّابِ يَخطبُها عليهِ، قالَتْ: أَخبِرْ رسولَ اللَّهِ أني امرأةٌ غَيْرَى وأني امرأةٌ مُصبيةٌ، وليسَ أحَدٌ مِنْ أولِيائِي شاهِدًا، فأتى رسولَ اللَّهِ فذكَرَ ذلكَ له فقالَ: «ارجِعْ إليها فقُلْ لها: أمَّا قولُكِ: «إني امرأةٌ غَيْرَى» فأسأَلُ اللَّهَ أنْ يُذهِبَ غَيرتَكِ، وأمَّا قولُكِ: «إني امرأةٌ مُصبيةٌ» فتُكفَيْنَ صِبيانَكِ، وأمَّا قولُكِ: «إنهُ ليسَ أحَدٌ مِنْ أولِيائِكِ شاهِدًا» فليسَ مِنْ أولِيائِكِ شاهِدٌ ولا غائِبٌ يَكرهُ ذلكَ، فقالَتْ لابنها: «يا عُمرُ قُمْ فزَوِّجْ رسولَ اللَّهِ ، فزوَّجَهُ … » (١).


(١) حَدِيثٌ ضَعِيفٌ: رواه النسائي (٣٢٥٤)، وابن حبان في «صحيحه» (٢٩٤٩)، والحاكم في «المستدرك» (٢٧٣٤)، والبيهقي في «الكبرى» (١٣٥٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>