للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ القُرطُبيُّ : وقدِ استَدلَّ عُلماؤُنا على جَوازِ أخذِ الأُجرةِ بحَديثِ أبي مَحذورةَ، وفيه نَظرٌ، أخرَجهُ النَّسائيُّ وابنُ ماجَه وغيرُهما، قالَ: خرَجتُ في نَفَرٍ، فَكُنَّا بِبعضِ الطَّرِيقِ، فَأَذَّنَ مُؤذِّنُ رَسولِ اللَّهِ بِالصَّلاةِ عندَ رَسولِ اللَّهِ فَسَمِعنَا صَوتَ المُؤذِّنِ وَنَحنُ عنه مُتنَكِّبُونَ فَصَرَخنَا نَحكِيهِ نَهزَأُ بِه، فَسمِع رَسولُ اللَّهِ فَأَرسَل إِلَينَا قَومًا فَأَقعَدُونَا بينَ يَديهِ، فقالَ: «أَيُّكُم الذي سَمِعتُ صَوتَه قد ارتَفَعَ»، فَأَشَارَ إليَّ القَومُ كلُّهم وَصَدَقُوا؛ فَأَرسَل كلَّهُم وَحَبَسَنِي، وقالَ لي: «قُم فَأَذِّن»، فَقُمتُ ولا شَيءَ أَكرَهُ إليَّ مِنْ رَسولِ اللَّهِ ولا ممَّا يَأمُرُنِي بِه، فَقُمتُ بينَ يَدي رَسولِ اللَّهِ ، أَلقَى عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ التَّأذِينَ هو بِنَفسِهِ، فقال: «قُلِ: اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ، اللهُ أَكبَرُ، أَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، أَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، أَشهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، أشهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللَّهِ»، ثم قالَ لي: «ارفَع مِنْ صَوتِكَ، أَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، أَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ، أَشهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، أَشهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، حَيَّ على الصَّلاةِ، حَيَّ على الصَّلاةِ، حَيَّ على الفلَاحِ، حَيَّ على الفلَاحِ، اللهُ أَكبَرُ، الله أَكبَرُ، لَا إِلَهَ إلا اللهُ».

ثم دَعانِي حين قَضيتُ التَّأذِينَ فَأَعطَانِي صُرَّةً فيها شَيءٌ من فِضَّةٍ، ثم وضعَ يَدهُ على نَاصِيَةِ أبي مَحذُورةَ ثم أمَرَّهَا على وَجهِهِ ثم على ثَديَيهِ ثم على كَبِدِه، ثم بلغَت يَدُ رَسولِ اللَّهِ سُرَّةَ أبي مَحذُورةَ، ثم قالَ رَسولُ اللَّهِ : «بارَكَ اللهُ لكَ وَبارَكَ عَلَيكَ»، فقُلتُ: يا

<<  <  ج: ص:  >  >>