للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: الأخذُ به أَولَى؛ لأنَّ بِلالًا كانَ يُؤذِّنُ به مع رَسولِ اللهِ دائِمًا سَفرًا وحَضرًا (١).

وذَهب المالِكيَّةُ والشافِعيَّةُ إلى اختِيارِ أذانِ أبي مَحذُورةَ، وهو مِثلُ ما وَصَفناه، إلا أنَّه يُسنُّ التَّرجِيعُ فيه، وهو أن يَخفِضَ المُؤذِّنُ صَوتَه بالشَّهادَتَينِ مع إسماعِه الحاضِرينَ، ثم يَعودَ فيَرفَعَ صَوتَه بها؛ لِإجماعِ أهلِ المَدينةِ عليه، وعمَلِهمُ المُتَّصِلِ.

إلَّا أنَّ مالِكًا قالَ: التَّكبيرُ في أوَّلِه مرَتانِ فحَسبُ، فيَكونُ الأذانُ عندَه سَبعَ عَشرَةَ كَلِمةً، وعندَ الشافِعيِّ التَّكبيرُ في أوَّلِه أربعٌ، فيَكونُ تِسعَ عَشرَةَ كَلِمةً.

واحتُجَّ لِمالِكٍ بما رَواهُ مُسلِمٌ عن أبي مَحذُورةَ أنَّ نَبيَّ اللهِ علَّمه هذا الأذانَ:

«اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ.

ثم يَخفِضُ صَوتَه فَيَقولُ:

أَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ أَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا اللهُ

أَشهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ أَشهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ

ثم يُكرِّرُ التشهُّدَ مُرجِّعًا له بِأَعلَى صَوتِه، فَيَقولُ:

أَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ أَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ

أَشهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ أَشهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ


(١) «معاني الآثار» (١/ ٤٦٢)، و «فتح القدير» (١/ ٢١١)، و «المُغنى» (١/ ٥٠٨، ٥٠٩)، و «الإفصاح» (١/ ١٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>