للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختُلِفَ في السَّنَةِ التي فُرض فيها، قالَ الحافِظُ: فالرَّاجحُ أنَّ ذلك كان في السَّنَةِ الأُولى، وقيلَ: بل في السَّنَةِ الثانيةِ (١).

قُلتُ: ويُوافِقُ الأوَّلَ الأحاديثُ الوارِدةُ في ذلك، فقد رَوى مُسلِمٌ عن عَبد اللهِ بنِ عمرَ أنَّه قالَ: «كانَ المُسلِمُونَ حين قَدِموا المَدينَةَ يَجتَمِعونَ فَيتَحيَّنونَ الصَّلاةَ، ليس يُنَادَى لها، فَتكلَّموا يَومًا في ذلك، فقالَ بَعضُهُمُ: اتَّخِذوا نَاقوسًا مثلَ ناقُوسِ النَّصارَى، وقالَ بَعضُهُم: بل بُوقًا مثلَ قَرنِ اليَهودِ، فقالَ عمرُ: أولا تَبعَثونَ رَجلًا يُنَادِي بالصَّلاةِ؟ فقالَ رَسولُ اللَّهِ : «يَا بِلَالُ، قُم فنَادِ بالصَّلاةِ» (٢).

ثم جاءَت رُؤيَا عَبد اللهِ بنِ زَيدٍ قالَ: «لمَّا أمرَ رَسولُ اللَّهِ بِالناقُوسِ يُعمَلُ لِيُضرَبَ بهِ لِلنَّاسِ؛ لِجَمعِ الصَّلاةِ، طافَ بي وأنا نائِمٌ رَجلٌ يَحمِلُ ناقُوسًا في يَدهِ، فقُلتُ: يا عَبد اللهِ، أَتَبيعُ الناقُوسَ؟ قالَ: وما تَصنَعُ بهِ؟ فقُلتُ: نَدعو بهِ إلى الصَّلاةِ. قالَ: أفلَا أَدُلُّكَ على ما هو خَيرٌ مِنْ ذلك؟ فقُلتُ له: بَلَى. قالَ: فقالَ: تَقُولُ:

اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ اللهُ أَكبَرُ

أَشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللهُ أَشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللهُ

أَشهَدُ أنَّ محَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ أَشهَدُ أنَّ محَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ

حَيَّ على الصَّلاةِ حَيَّ على الصَّلاةِ


(١) «فتح الباري» (٢/ ٩٣، ٩٤).
(٢) رواه البخاريُّ (٥٧٩)، ومسلم (٣٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>