للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عَطاءٍ عن عائِشةَ أنَّ رَجلًا أَتى رَسولَ اللهِ يُخاصِمُ أَباه في دَينٍ عليه، فقالَ نَبيُّ اللهِ : «أنتَ ومالُك لأبِيك» (١).

وعن عَمرِو بنِ شُعيبٍ عن أَبيه عن جَدِّه قالَ: أَتى أَعرابيٌّ رَسولَ اللهِ فقالَ: إنَّ أَبي يُريدُ أنْ يَجتاحَ مالي، قالَ: «أنتَ ومالُك لوالِدِك، إنَّ أطيَبَ ما أكَلتُم من كَسبِكم، وإنَّ أَموالَ أَولادِكم من كَسبِكم، فكُلوه هَنيئًا» (٢).

وعن جابِرٍ أنَّ رَجلًا قالَ: يا رَسولَ اللهِ إنَّ لي مالًا ووَلدًا، وإنَّ أَبي يُريدُ أنْ يَجتاحَ مالي، فقالَ: «أنتَ ومالُك لأَبيك» (٣).

ولأنَّ اللهَ تَعالى جعَلَ الوَلدَ مَوهوبًا لأَبيه، فقالَ: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ﴾ [الأنعام: ٨٤] وقالَ: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى﴾ [الأنبياء: ٩٠] وقالَ زَكريَّا: ﴿فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (٥)[مريم: ٥] وقالَ إِبراهيم: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ﴾ [إبراهيم: ٣٩] وما كانَ مَوهوبًا له كانَ له أخذُ مالِه كعَبدِه.


(١) رواه ابن حبان في «صحيحه» (٤٢٦٢) ثم قالَ: معناه أنَّه زجَرَ عن مُعامَلتِه أَباه بما يُعامِلُ به الأجنَبيِّين، وأمَرَ ببِرِّه والرِّفقِ به في القَولِ والفِعلِ معًا إلى أنْ يَصلَ إليه مالُه، فقالَ له: أنتَ ومالُك لأبيك. لا أنَّ مالَ الابنِ يَملكُه الأبُ في حَياتِه عن غيرِ طِيبِ نَفسٍ من الابنِ به. «صحيح ابن حبان» (١٠/ ٥٧).
(٢) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه الإمام أحمد في «مسنده» (٦٦٧٨)، وابن ماجه (٢٢٩٢).
(٣) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه ابن ماجه (٢٢٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>