للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخامِسُ: بسَببِ تَحريكِ أرضٍ بحَرثِها ونحوِه، وأما زَرعُها بدونِ ذلك فلا يَحصلُ به الإِحياءُ، وإنِ اختَصَّ به زارِعُه.

والسادِسُ: يَكونُ بسَببِ قَطعِ شَجرٍ بها بنيَّةِ وَضعِ يدِه عليها.

والسابِعُ: بسَببِ كَسرِ حَجرِها مع تَسويتِها، أيِ الأرض.

لأنَّ هذه الأُمورَ كلٌّ منها مُضادٌّ للمَواتِ، والمَرجعُ فيها إلى العُرفِ، فما يُعَدُّ في العُرفِ عِمارةً مثلَها؛ لأنَّه أَطلقَ الإِحياءَ فيَتقيَّدُ بالعادةِ.

ولا يَكونُ الإِحياءُ بتَحويطٍ للأرضِ بنحوِ خطٍّ عليها، ولا رَعيِ كَلأٍ بها، ولا حَفرِ بئرِ ماشِيةٍ فيها، إلا أنَّ يُبيِّنَ المِلكيَّةَ حينَ حفرِها؛ لأنَّ هذا لا يَعملُ لمَعنى إِحياءِ الأرضِ، وإنَّما يَعملُ لمَنافعِ الماشِيةِ كالرَّعيِ (١).

وأما الحَنفيةُ فقالوا: لو كرَبَ الأرضَ -قلبَ الأرضَ للحَرثِ- أو ضرَبَ عليها المُسنَّاة -ما يُبنَى للسَّيلِ ليَردَّ الماءَ- أو شَقَّ لها نَهرًا فهو إِحياءٌ.

ولو كرَبَها وسَقاها فعن مُحمدٍ أنَّه إِحياءٌ، ولو فعَلَ أحدَهما يَكونُ تَحجيرًا، ولو سَقاها مع حَفرِ الأَنهارِ كانَ إِحياءً لوُجودِ الفِعلينِ، ولو حوَّطَها وسنَّمَها بحيثُ يَعصمُ الماءَ يَكونُ إِحياءً؛ لأنَّه مِنْ جُملةِ البِناءِ، وكذا إذا بذَرَها.

وإنْ حفَرَ للأرضِ بئرًا فهو تَحجيرٌ وليسَ بإِحياءٍ، وكذا إذا جعَلَ الشَّوكَ حولَها (٢).


(١) «التاج والإكليل» (٤/ ٥٤٧)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٥/ ٤٤٤، ٤٤٥)، و «تحبير المختصر» (٤/ ٦٣٠)، و «شرح مختصر خليل» (٧/ ٧٠)، و «حاشية الصاوي» (٩/ ١٢٣)، و «تحرير المقالة» (٧/ ١٩٣).
(٢) «المبسوط» (٢٣/ ١٦٨)، و «الهداية» (٤/ ١٠٠)، و «تبيين الحقائق» (٦/ ٣٦)، و «حاشية ابن عابدين» (٦/ ٤٣٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>