للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرَجَ الحاكِمُ أيضًا والدَّارقطنيُّ عن جابرٍ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ : «كلُّ مَعروفٍ صَدقةٌ، وما أنفَقَ الرَّجلُ على نَفسِه وأهلِه فهو له صَدقةٌ، وما وَقَى به عِرضَه صَدقةٌ» الحَديث، وفيه: فقُلتُ لمُحمدِ بنِ المُنكدِرِ: ما مَعنى «وَقَى به عِرضَه»؟ قالَ: أنْ يُعطيَ الشاعرَ وذا اللِّسانِ المُتَّقى» وقال: صَحيحُ الإسنادِ (١).

وأخرَجَ الطَّبرانِيُّ عن أبي أُمامةَ عنه قالَ: «مَنْ أنفَقَ على نَفسِه فهيَ له صَدقةٌ، ومَن أنفَقَ على امرَأتِه وأهلِه ووَلدِه فهوَ له صَدقةٌ» (٢).

وفي صَحيحِ مُسلِمٍ عن جابرٍ أنه قالَ لرَجلٍ: «ابدَأْ بنَفسِكَ فتَصدَّقْ عليها، فإنْ فضَلَ شيءٌ فلأهلِكَ … الحَديث» (٣)، فقدْ تَرجَّحَ قَولُ أبي يُوسفَ، قالَ الصَّدرُ الشَّهيدُ: والفتوَى على قَولِ أبي يُوسفَ، ونحنُ أيضًا نُفتي بقَولِه؛ تَرغيبًا للناسِ في الوَقفِ، واختارَه مَشايخُ بَلخٍ، وكذا ظاهِرُ «الهِدايَة» حيثُ أخَّرَ وجْهَه ولم يَدفَعْه (٤).


(١) رواه عبد ابن حميد في «مسنده» (١٠٨٣)، وأبو يعلى في «مسنده» (٢٠٤٠)، والحاكم في «المستدرك» (٢/ ٥٧)، والدارقطني (٣/ ٢٨)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (٣٤٩٥).
(٢) ضَعِيفٌ: رواه ابن عدي في «الكامل» (٢/ ٧)، و «أعَلَّه ببِشرِ بنِ نُميرٍ، وضعَّفَه عن جَماعةٍ، ووافَقَهم على ضَعفِه، ويُنظَر: «نصب الراية» (٣/ ٤٨٠).
(٣) أخرجه مسلم (٩٩٧).
(٤) «شرح فتح القدير» (٦/ ٢٢٧)، و «العناية» (٨/ ٣٤٩، ٣٥٠)، و «البحر الرائق» (٥/ ٢٣٨)، و «المحيط البرهاني» (٥/ ٧١١)، و «ابن عابدين» (٤/ ٣٩٧)، و «التجريد» للقدوري (٨/ ٣٧٩٦)، و «الإسعاف» ص (٩٤)، و «الجوهرة النيرة» (٤/ ١٠٩)، و «اللباب» (١/ ٦٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>