للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيضًا: عَلِمْنا بأنَّ عُمرَ قصَدَ القُربةَ ورجَعَ إلى النبيِّ في كَيفيةِ ما يَفعلُه، فلما قالَ: «احبِسِ الأصلَ» لم يَجُزْ له العُدولُ عن هذا، وأيضًا: ما كَتَبَ به عمرُ أنه لا يُباعُ ولا يُوهَبُ، وذلكَ لا يَكونُ إلا بأمرِه؛ لأنه المُشيرُ في القَضيةِ والمُدبِّرُ لها.

ولأنه إجماعُ الصَّحابةِ؛ لأنه قد فعَلَه أبو بَكرٍ وعُمرُ وعُثمانُ وعَليُّ وطَلحةُ والزُّبيرُ وعائِشةُ وزَيدُ بنُ ثابِتٍ ورافِعُ بنُ خَديجٍ وخالدُ بنُ الوَليدِ وجابِرٌ وابنُ عُمرَ وأمُّ سَلمةَ وحَفصةُ ، ولم يُحفظْ عن أحَدٍ الامتِناعُ منه.

ولأنَّ الحاجةَ ماسَّةٌ إلى أنْ يَلزمَ الوَقفُ ليَصِلَ ثَوابُه إليهِ على الدَّوامِ، وقد أمكَنَ دَفعُ هذه الحاجةِ بإسقاطِ المِلكِ وجَعلِه للهِ تعالى كما في المَقبرةِ، ولأنَّ كلَّ ما جازَ أنْ يَلزمَ بالوَصيةِ بعدَ الوَفاةِ جازَ أنْ يَلزمَ بقَولِه حالَ الحَياةِ كالعِتقِ، ولأنها جِهةٌ مِنْ جِهاتِ البِرِّ، فجازَ أنْ يَلزمَ بغَيرِ حُكمِ الحاكِمِ، أصلُه الهِبةُ والصَّدقةُ (١).


(١) «المبسوط» (١٢/ ٣٤)، و «بدائع الصنائع» (٦/ ١٩، ٢٠)، و «الهداية» (٣/ ١٩)، و «العناية» (٨/ ٣٥٦)، و «تبيين الحقائق» (٣/ ٣٢٥، ٣٢٦)، و «الاختيار» (٣/ ٤٩، ٥٠)، و «الجوهرة النيرة» (٤/ ٩٧، ٩٨)، و «الإشراف على نكت مسائل الخلاف» (٣/ ٢٤٥، ٢٤٦) رقم (١٠٩١)، و «المعونة» (٢/ ٤٨٩)، و «الذخيرة» (٦/ ٣٢٣)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٥/ ٤٥٥)، و «شرح مختصر خليل» (٧/ ٧٩)، و «الإقناع» للماوردي (١١٩)، و «الحاوي الكبير» (٧/ ٥١٥، ٥٢١)، و «شرح منتهى الإرادات» (٤/ ٣٤٤)، و «كشاف القناع» (٤/ ٣٠٩)، و «الإفصاح» (٢/ ٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>