للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقالَ ابنُ الهُمامِ: والمُقدَّراتُ الشَّرعيةُ مما لا تُدركُ بالرَّأيِ فالمَوقوفُ فيها حُكمُه الرَّفعُ، بل تَسكنُ النَّفسُ بكَثرةِ ما رُويَ فيه عن الصَّحابةِ والتابِعينَ إلى أنَّ المَرفوعَ مما أجادَ فيه ذلك الراوي الضَّعيفُ.

وبالجُملةِ له أصلٌ في الشَّرعِ (١).

واحتَجُّوا على ذلك بحَديثَينِ:

الأولُ: حَديثُ واثِلةَ بنِ الأسقَعِ أنَّ النَّبيَّ قالَ: «أقَلُّ الحَيضِ ثَلاثةُ أيامٍ وأكثَرُه عَشرةُ أيامٍ» (٢).

ورَواه أيضًا أبو أُمامةَ مَرفوعًا: «أقَلُّ الحَيضِ ثَلاثةٌ، وأكثَرُه عَشرةٌ» (٣).

وحَديثُ أنسٍ قالَ: «الحَيضُ ثَلاثٌ، وأربَعٌ، وخَمسٌ، وسِتٌّ، وسَبعٌ، وثَمانٍ، وتِسعٌ، وعَشرٌ» (٤)، قالوا: وأنَسٌ لا يَقولُ هذا إلا تَوقيفًا.


(١) «شرح فتح القدير» (١/ ١٦٢)، و «البحر الرائق» (١/ ٢٠١)، و «بدائع الصنائع» (١/ ١٥٤)، و «سنن الترمذي» (١/ ٢٢١)، و «المجموع» (٣/ ٤٠٥)، و «الإفصاح» (١/ ١٠٦).
(٢) رواه الدارقطني (٨٤٧)، ومن طريق ابن الجوزي في «العلل» (١/ ٦٤٣)، وفيه حَمادُ بنُ مِنهالٍ قالَ الدَّارقطنيُّ: مجهول. ومَحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ أَنسٍ ضَعيفٌ ا. هـ.
(٣) حَدِيثٌ ضَعِيفٌ: رواه الطبراني في «الكبير» (٨/ ١٢٩).
(٤) رواه ابن عدي في الكامل من طريق ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (٢/ ٣٨٣) عن طريق الحسن بن شبيب قالَ: حدَّثَنا أبو يُوسفَ عن الحَسنِ بنِ دِينارٍ عن مُعاويةَ بنِ قُرةَ عن أنَسٍ مَرفوعًا: «أقَلُّ الحَيضِ ثَلاثةٌ … » قالَ ابنُ الجَوزيِّ: هذا حَديثٌ لا يَصحُّ عن رَسولِ اللهِ ، والحَسنُ بنُ دِينارٍ قد كَذَّبَه العُلماءُ، منهم شُعبةُ.
قالَ ابنُ الجَوزيِّ: كانَ إِسماعيلُ بنُ عُليةَ يَرمي جَلدًا بالكَذبِ وقالَ أحمدُ: ليسَ يُساوي حَديثُه شَيئًا، وقالَ الدارَقطُنيُّ: مَتروكُ الحَديثِ. ا صوقد أخرَجَ المَوقوفَ البَيهَقيُّ في «السنن الكبرى» (١/ ٣٢٢).
قالَ الإمامُ النَّوويُّ: وأمَّا حَديثُ واثِلةَ وحَديثُ أبي أُمامةَ وحَديثُ أنَسٍ فكلُّها ضَعيفةٌ مُتَّفقٌ على ضَعفِها عندَ المُحدِّثين، وقد أوضَحَ ضَعفَها الدارَقُطنيُّ ثم البَيهَقيُّ في كِتابِ «الخِلافيات» ثم «السنن الكبرى». «المجموع» (٣/ ٤٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>