والقَولُ الثَّاني: أنَّ القولَ قَولُ المُوكِّلِ، إلَّا أنْ يَأتيَ الوَكيلُ ببيِّنةٍ، وهو المَذهبُ عندَ الحَنابِلةِ وقَولٌ لِلشَّافِعيةِ؛ لأنَّه قبَض المالَ لِنَفْعِ نَفْسِه، فلَمْ يُقبَلْ قَولُه في الرَّدِّ، كالمُستَعيرِ، وسَواءٌ اختَلَفا في رَدِّ العَينِ، أو في رَدِّ ثَمَنِها (١).
وقالَ الحَطَّابُ ﵀ مِنْ المالِكيَّةِ: وفي المَسألةِ أربَعةُ أقوالٍ، ذكَرها ابنُ رُشدٍ في كِتابِ الوَديعةِ مِنْ المُقدِّماتِ في الرَّسمِ المَذكورِ، ونقَله ابنُ عَرفةَ وابنُ عَبدِ السَّلامِ والمُصنِّفُ في «التَّوضيحِ».
وَنَصُّ كَلامِ ابنِ رُشدٍ ﵀: اختُلِفَ في الوَكيلِ يَدَّعِي أنَّه دفَع إلى مُوكِّلِه ما قبَض له مِنْ الغُرَماءِ، أو ما باعَ به مَتاعَه، على أربَعةِ أقوالٍ:
أحَدُها: أنَّ القولَ قَولُه مَع يَمينِه، جُملةً مِنْ غيرِ تَفصيلٍ، وهو قَولُه في هذه الرِّوايةِ، وفي رَسمِ البَزِّيِّ مِنْ سَماعِ ابنِ القاسِمِ مِنْ المِدْيانِ والتَّفليسِ، وفي آخِرِ الوَكالةِ مِنْ المُدوَّنةِ.
(١) «روضة القضاة» (٢/ ٦٥٩)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٥/ ٧٦)، و «التاج والإكليل» (٤/ ٢١٤، ٢١٥)، و «مواهب الجليل» (٧/ ١٧٢)، و «تحبير المختصر» (٤/ ٢٩٦، ٢٩٧)، و «شرح مختصر خليل» (٦/ ٨٢)، و «البهجة في شرح التحفة» (١/ ٣٤٤)، و «البيان» (٦/ ٤٦٧)، و «روضة الطالبين» (٣/ ٥٣٥) «مغني المحتاج» (٣/ ٢٢١)، و «نهاية المحتاج» (٥/ ٦٨)، و «كنز الراغبين» (٢/ ٨٧٥، ٨٧٦)، و «النجم الوهاج» (٥/ ٧٠)، و «الديباج» (٢/ ٣٢٨)، و «المغني» (٥/ ٦٠، ٦١)، و «الكافي» (٢/ ٢٥٤)، و «الشرح الكبير» (٥/ ٢٤٩)، و «المبدع» (٤/ ٣٨٢)، و «الإنصاف» (٥/ ٣٩٧، ٣٩٨)، و «كشاف القناع» (٣/ ٥٦٧).