للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أبي يُوسفَ أنَّ ما يَقعُ منها على الجِيَفِ فسُؤرُه نَجسٌ، وما يَأكلُ اللَّحمَ المُذكَّى لا يُكرهُ سُؤرُه (١).

وذهَبَ المالِكيةُ إلى أنَّ الحَيَّ من جَميعِ أنواعِ الحَيواناتِ طاهِرٌ، وما تولَّدَ منه طاهِرٌ أيضًا (٢).

وذهَبَ الشافِعيةُ إلى طَهارةِ الحَيواناتِ كلِّها وسُؤرِها إلا الكَلبَ والخِنزيرَ، وما تولَّدَ منهما أو من أحدِهما فهو نَجسٌ (٣).

أمَّا الحَنابِلةُ؛ فقالَ ابنُ قُدامةَ : الحَيواناتُ قِسمانِ: نَجسٌ وطاهِرٌ، فالنَّجسُ نَوعان:

أحدُهما: ما هو نَجسٌ رِوايةً واحِدةً، وهو الكَلبُ والخِنزيرُ وما تولَّدَ منهما، أو من أحدِهما، فهذا نَجسٌ عَينُه وسُؤرُه، وجَميعُ ما خرَجَ منه.

والثاني: ما اختُلفَ فيه، وهو سائِرُ سِباعِ البَهائمِ إلا السِّنَّورَ، وما دونَها في الخِلقةِ وكذلك جَوارحُ الطَّيرِ والحِمارُ الأهليُّ، والبَغلُ، فعن أحمدَ أنَّ سُؤرَها نَجسٌ، إذا لم يَجدْ غيرَ سُؤرِها يَتيممُ معه.

والقِسمُ الثاني: طاهِرٌ في نَفسِه، وسُؤرِه، وعَرقِه، وهو ثَلاثةُ أضرُبٍ:


(١) «بدائع الصنائع» (١/ ٢٣١، ٢٣٢)، و «تبين الحقائق» (١/ ٣٤)، و «حاشية الطحطاوي» (١/ ٢١، ٣١٧)، و «شرح فتح القدير» (١/ ٩٦)، و «حاشية ابن عابدين» (١/ ٢٢٤)، و «الهداية شرح البداية» (١/ ٢٣)، و «البحر الرائق» (١/ ١٣٩).
(٢) «الشرح الصغير» (١/ ٣٠).
(٣) «روضة الطالبين» (١/ ١٤٧)، و «المجموع» (٢/ ٥٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>