(٢) الأعيانُ المَضمونةُ بنفسِها فهي التي يجِب على مَنْ أخذَها أن يردَّها بعينِها إن كانت مَوجودةً، فإن هلَكت كان عليه أن يأتيَ بمثلِها إن كان لها مِثْلٌ، وإلا فعليه قيمتُها، وذلك كالمَغصوبِ والمَبيعِ بيعًا فاسدًا، فإن غصَب شخصٌ من آخرَ بقرةً مثلًا فإنه يجِب على الغاصبِ أن يردَّ البقرةَ ما دامت مَوجودةً، فإذا ماتت وجَب عليه أن يشتريَ مِثلها لصاحبِها، وإذا اغتُصِبت جَوهرةٌ ليسَت لها مِثل وفُقِدت؛ فإن عليه أن يردَّ لصاحِبها قيمتَها متى ثبَت ضياعُها ببيِّنةٍ أو إقرارٍ، وكذلك إذا اشتَرى سلعةً بعقدٍ فاسدٍ. يُنظر: «تكملة المجموع» (١٣/ ١٤٨). (٣) الأعيانُ المَضمونةُ بغيرِها كالمَبيعِ قبلَ القبضِ، مثل لو اشتَرى سلعةً وأعطاهُ ثمنَها ولم يَقبضْها، وكفلَها شخصٌ للمُشترِي فهلَكت، فإن الكفيلَ لا يُلزَمُ بردِّ مِثلها أو قيمتِها؛ لأنَّها لم تبقَ مَضمونةً على الأصيلِ أصلًا، فلا تَبقى على الكفيلِ، ولأنَّها مَضمونةٌ بغيرِها وهو الثَّمنُ. «بدائع الصانع» (٧/ ٣٦٨)، و «المجموع» (١٣/ ١٤٨)، وكذلك المَرهونُ غيرُ مَضمونٍ على المُرتهنِ بنفسِه، بل بالدَّينِ؛ لأنَّه إذا هلَك لا يجبُ على المُرتهنِ شيءٌ، ولكن يَسقطُ الدَّينُ على الرَّاهنِ بقدرِه (على قول الحَنفيَّة)، فلا يمكنُ إيجابُ الضَّمانِ على الكَفيلِ، وهو ليسَ بواجبٍ على الأصيلِ. يُنظر: «البدائع» (٧/ ٣٦٨)، و «البحر الرائق» (٦/ ٢٥٠).