للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْ تُرْسِلَ إِلَيْهُمْ مَنْ يُغِيثُهُمْ بِهِ فَعَلْتَ، قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى رَجُلٍ جَانِبَهُ أُرَاهُ عُمَرَ، فَقَالَ: مَا بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ زَيْدُ بْنُ سَعْنَةَ: فَدَنَوْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ: يَا مُحَمَّدُ، هَلْ لَكَ أَنْ تَبِيعَنِي تَمْرًا مَعْلُومًا مِنْ حَائِطِ بَنِي فُلانٍ إِلَى أَجَلِ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ: لا يَا يَهُودِيُّ، وَلَكِنْ أَبِيعُكَ تَمْرًا مَعْلُومًا إِلَى أَجَلِ كَذَا وَكَذَا، وَلا أُسَمِّي حَائِطَ بَنِي فُلانٍ، قُلْتُ: نَعَمْ، فبَايَعَنِي ، فَأَطْلَقْتُ هُمْيَانِي فَأَعْطَيْتُهُ ثَمَانِينَ مِثْقَالًا مِنْ ذهَب فِي تَمْرٍ مَعْلُومٍ إِلَى أَجَلِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: فَأَعْطَاهَا الرَّجُلَ وَقَالَ: أعْجِلْ عَلَيْهِمْ وأَغِثْهُمْ بِهَا … » (١).

قال أبو بَكرِ بنُ المُنذرِ : إبطالُ السَّلَمِ في ثَمَرِ حائِطٍ بعَينِه كالإجماعِ مِنْ أهلِ العِلمِ وممن حَفِظْنا ذلك عنه، مالِكٍ والثَّوريِّ والأوزاعيِّ والشافِعيِّ وأحمَدَ وإسحاقَ وأصحابِ الرأيِ (٢)؛ ولأنَّه إذا أسلَمَ في ثَمَرةِ بُستانٍ بعَينِه لَم يُؤمَنِ انقِطاعُه وتَلَفُه، فلَم يَصحَّ -كما لو أسلَمَ في


(١) رواه ابن حبان (٢٨٨).
(٢) «الإشراف» (٦/ ١٠٥)، و «الإقناع في مسائل الإجماع» (٤/ ١٨٢٠) رقم (٣٥٣٣) ويُنظر: «الجوهرة النيرة» (٣/ ١٤٦)، و «الاختيار» (٢/ ٤٥)، و «اللباب» (١/ ٤٠٩)، و «الهداية» (٣/ ٧٣)، و «تبيين الحقائق» (٤/ ١٢٥)، و «تحبير المختصر» (٤/ ٥٧)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٤/ ٣٤٠، ٣٤١)، و «مواهب الجليل» (٦/ ٣٩٧)، و «شرح مختصر خليل» (٥/ ٢١٨)، و «منح الجليل» (٥/ ٣٧٥)، و «كنز الراغبين» (٢/ ٦٢٨)، و «المغني» (٤/ ١٩٦)، و «الكافي» (٢/ ١١٤)، و «المبدع» (٤/ ١٩٣)، و «شرح منتهى الإرادات» (٣/ ٣١٠، ٣١١)، و «كشاف القناع» (٣/ ٣٥٤)، و «مطالب أولى النهى» (٣/ ٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>