قائِمةٌ بعَينِها تَحالَفا وتَرادَّا»، وهذا القَيدُ ثابِتٌ في النَّصِّ الآخَرِ أيضًا دِلالةً؛ لأنَّه ﷺ قال: «وتَرادَّا»، والتَّرادُّ لا يَكونُ إلَّا حالَ قيامِ السِّلعةِ، فبَقيَ التَّحالُفُ حالَ هَلاكِ السِّلعةِ مُثبَتًا بالخَبَرِ المَشهورِ.
ويَستَوي هَلاكُ كلِّ السِّلعةِ وبَعضِها في المَنعِ مِنْ التَّحالُفِ أصلًا عندَ أبي حَنيفةَ.
وعندَ أبي يُوسفَ هَلاكُ السِّلعةِ يَمنَعُ التَّحالُفَ في قَدْرِ الهالِكِ لا غيرُ.
وعندَ مُحمَّدٍ لا يَمنَعُ أصلًا حتى لو اشتَرَى عَبدَيْنِ فقَبضَهما ثم هلَك أحَدُهما، ثم اختَلَفا في مِقدارِ الثَّمنِ، فالقَولُ قَولُ المُشتَري عندَ أبي حَنيفةَ، ولا يَتحالَفانِ إلَّا أنْ يَرضى البائِعُ بأنْ يَأخُذَ القائِمَ، وألَّا يَأخُذَ مِنْ ثَمَنِ الهالِكِ شَيئًا، فحينَئذٍ يَتحالَفانِ.
وعندَ أبي يُوسفَ لا يَتحالَفانِ على الهالِكِ، والقَولُ قَولُ المُشتَري في حِصَّةِ الهالِكِ، ويَتحالَفانِ على القائِمِ ويَترادَّانِ.
وعندَ مُحمَّدٍ: يَتحالَفانِ عليهما، ويَرُدُّ قيمةَ الهالِكِ (١).
(١) يُنظر: «بدائع الصنائع» (٦/ ٢٥٩، ٢٦٣)، و «الجوهرة النيرة» (٦/ ١٢٥، ١٢٧)، و «الاختيار» (٢/ ١٤٣، ١٤٥)، و «خلاصة الدلائل» (٤/ ٩٤، ٩٧)، و «اللباب» (٢/ ٤٣٣، ٤٣٥)، و «تبيين الحقائق» (٤/ ٣٠٦، ٣٠٧)، و «العناية» (١١/ ٣٠٥، ٣٠٧)، و «البحر الرائق» (٧/ ٢١٨، ٢٢٠)، و «الكافي» (١/ ٣٣٦، ٣٣٧)، و «تحبير المختصر» (٤/ ٢٥، ٢٧)، و «حاشية الدسوقي مع الشرح الكبير» (٤/ ٣٠٢، ٣٠٥)، و «شرح مختصر خليل» (٥/ ١٩٥، ١٩٦)، و «الفواكه الدواني» (٢/ ٢٢٨)، و «حاشية الصاوي» (٧/ ١١٠)، و «مواهب الجليل» (٦/ ٣٦٦، ٣٦٧)، و «القوانين الفقهية» (١/ ١٦٤)، و «روضة الطالبين» (٣/ ٢١٥، ٢٢٤)، و «مغني المحتاج» (٢/ ٥٧٨، ٥٨٢)، و «نهاية المحتاج» (٤/ ١٨٣، ١٩٥)، و «كنز الراغبين» (٢/ ٦٠٠، ٦٠٦)، و «الديباج» (٢/ ١٣٤، ١٣٩)، و «المغني» (٤/ ١٣٤، ١٣٨)، و «الكافي» (٢/ ١٠٤، ١٠٦)، و «شرح الزركشي» (٢/ ٧٨، ٨٠)، و «المبدع» (٤/ ١١٠، ١١٢)، و «الفروع» (٤/ ٩٣ - ٩٩)، و «الإنصاف» (٤/ ٤٥٢، ٤٥٣)، و «كشاف القناع» (٣/ ٢٧٤، ٢٧٩)، و «شرح منتهى الارادات» (٣/ ٢٢٤، ٢٣٠)، و «مطالب أولى النهى» (٣/ ١٣٤، ١٣٥).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute