للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد ذكَرَ في ذلك كَلامًا طَويلًا بما يَزيدُ على خَمسينَ صَفحةً فليُراجِعْه مَنْ شاءَ.

وقالَ الحافظُ ابنُ حَجرٍ : قالَ صاحِبُ «الهدي» -أي: ابنُ القَيمِ : ولم يُنقَلْ أنَّ النَّبيَّ اعتمَر مُدةَ إقامَتِه بمكةَ قبلَ الهِجرةِ، ولا اعتمَر بعدَ الهِجرةِ إلا داخِلًا إلى مكةَ، ولم يَعتمرْ قطُّ خارجًا من مكةَ إلى الحِلِّ، ثم يَدخلُ إلى مكةَ بعُمرةٍ كما يَفعلُ الناسُ اليومَ، ولا ثبَتَ عندَ أحدٍ من الصَّحابةِ فِعلُ ذلك في حَياتِه إلا عائشةَ وحدَها. انتَهى.

قال الحافِظُ ابنُ حَجرٍ: وبعدَ أنْ فَعلتْه عائشةُ بأمرِه دلَّ على مَشروعيَّتِه (١).

قال الإمامُ الشَّوكانيُّ مُعلَّقًا على كَلامِ الحافِظِ هذا: ولكنَّه إنَّما يَدلَّ على المَشروعيَّةِ إذا لم يَكنْ أمرَه بذلك لِأجلِ تَطييبِ قَلبِها كما قيلَ (٢).

قلتُ: أمَّا ما ذكَره الإمامُ الشَّوكانيُّ : من أنَّ الرَّسولَ إنَّما فعَل ذلك لِأجلِ تَطيببِ قَلبِها ، فقد قال الإمامُ حَمدُ بنُ ناصرِ


(١) «فتح الباري» (٣/ ٦٠٦).
(٢) «نيل الأوطار» (٥/ ٢٦)، وممَّن قال بهذا القولِ البُهوتيُّ في «كشاف القناع» (٢/ ٥٢١)، والزرقاني في شرحه للموطأ (٢/ ٤٩٩)، والصنعاني في «السبل» (٢/ ١٨٧)، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>