للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالت: إنا كنا نَصنعُ هذا على عَهدِ رَسولِ الله » (١).

وَجهُ الاستِدلالِ بهذا الحَديثِ: أنَّ النَّبيَّ أذِن لها في الرَّميِ لَيلًا، وهذا يَدلُّ على جوازِ رَميِ هذه الجَمرةِ قبلَ الفجرِ؛ ولأنَّه وقتٌ للدَّفعِ من مُزدَلفةَ، فكانَ وقتًا للرَّميِ مثلَ بعدَ طُلوعِ الشَّمسِ.

٢ - عن عائشةَ : «أنَّها قالت: أرسَل النَّبيُّ بأمِّ سَلمةَ ليلةَ النَّحرِ فرَمتِ الجَمرةَ قبلَ الفجرِ ثم مضَت فأفاضَت، وكانَ ذلك اليومُ اليومَ الذي يَكونُ رَسولُ اللهِ ، تَعني عندَها» (٢).

وَجهُ الدِّلالةِ من هذا الحَديثِ: ما قالَه الشافِعيُّ : وهذا لا يَكونُ إلا وقد رمَت قبلَ الفجرِ بساعةٍ (٣).

٣ - وعَنِ القاسِمِ عن عائشةَ قالت: «كانَت سَودةُ امرَأةً ضَخمةً ثَبِطةً، فاستَأذنَت رَسولَ اللهِ أنْ تُفيضَ من جَمعٍ بلَيلٍ، فأذِن لها، فقالت عائشةُ : فلَيتَني كنتُ استَأذَنتُ رَسولَ اللهِ كما استَأذنَتْه سَودةُ. وكانَت عائشةُ لا تُفيضُ إلا مع الإمامِ» (٤).


(١) حَديثٌ صَحيحٌ: رواه أبو داود (١٩٤٣)، وابن خزيمة في «صحيحه» (٢٨٨٤).
(٢) رواه أبو داود (٢/ ١٩٤) ح (١٩٤٢)، وضعَّفه الشيخ الألباني في «ضعيف أبي داود» (٣٣٤)، وقال ابن كثير في «البداية والنهاية» (٥/ ١٨٢): وهو إسنادٌ جيِّدٌ قويٌّ رجالُه ثِقاتٌ. وقال الحافظُ ابنُ حَجرٍ في «الدراية» (٢/ ٢٤): إسنادُه صحيحٌ.
(٣) «الأم» (٢/ ٢١٣).
(٤) رواه البخاري (١٥٩٦، ١٥٩٧)، ومسلم (١٢٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>