للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَسعى يَدورُ به إزارُه من شِدةِ السَّعيِ وهو يَقولُ لِأصحابِه: «اسعَوْا إنَّ اللَّهَ كتَب عليكُم السَّعيَ» (١)، ولأنَّه نُسكٌ في الحَجِّ والعُمرةِ كان رُكنًا فيهما كالطَّوافِ بالبَيتِ (٢).

وذهَب الحَنفيةُ والإمامُ أحمدُ في رِوايةٍ اختارَها القاضي ورجَّحها ابنُ قُدامةَ إلى أنَّ السَّعيَ بينَ الصَّفا والمَروةِ واجبٌ من واجباتِ الحَجِّ وليس برُكنٍ، ويُجبَرُ بالدَّمِ.

قال ابنُ قُدامةَ : وهو أوْلى؛ لأنَّ دَليلَ من أوجَبه دلَّ على مُطلَقِ الوُجوبِ، لا على كَونِه لا يَتِمُّ الحَجُّ إلا به.

وقولُ عائشةَ في ذلك مُعارَضٌ بقولِ من خالَفها من الصَّحابةِ.

وحَديثُ بنتِ أبي تَجراةَ قال ابنُ المُنذرِ: يَرويه عبدُ اللهِ بنُ المُؤمِّلِ، وقد تكلَّموا في حَديثِه، ثم هو يَدلُّ على أنَّه مَكتوبٌ وهو الواجبُ (٣).


(١) حَديثٌ صَحيحٌ: رواه الأمام أحمد في «المسند» (٦/ ٤٢١، ٤٣٧)، وابن خزيمة في «صحيحه» (٤/ ٢٣٢)، والدار قطني (٢/ ٢٥٥)، والحاكم (٤/ ٧٩).
(٢) «المسلك المتقسط» ص (١١٥، ١٢١)، و «شرح الرسالة» و «حاشية العدوي» (١/ ٤٧٠، ٤٧٢)، و «الفواكه الدواني» (٢/ ٨٠٦)، و «الإشراف» (ص ٢٢٩)، و «المجموع» (٨/ ٦٤، ٧٨)، و «الحاوي الكبير» (٤/ ١٥٦)، و «المغني» (٤/ ٥٧٨/ ٥٧٩)، و «الفروع» (٣/ ٥٠٤)، و «كشاف القناع» (٢/ ٥٠٦)، و «شرح الزرقاني» (٢/ ٤٢٢)، و «الإفصاح» (١/ ٥٣٢)، و «بداية المجتهد» (١/ ٤٦٦)، و «الاستذكار» (٤/ ٢٢٠، ٢٢٢، ٢٣٢)، و «شرح العمدة» (٣/ ٦٢٣)، وما بعدَها.
(٣) «المغني» (٤/ ٥٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>