وأمَّا الإشكالُ الثالِثُ: وهو أنَّ رَسولَ اللَّهِ ﷺ كانَ يَصومُ يَومَ عاشوراءَ قَبلَ أنْ يَنزِلَ فَرضُ رَمَضانَ فلَمَّا نَزَل فَرضُ رَمَضانَ تَرَكه، ثم ذَكَره.وأمَّا الإشكالُ الرابِعُ: -وهو أنَّ رَسولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «لَئِنْ بَقيتُ إلى قابِلٍ لَأصومَنَّ التاسِعَ»، وأنَّه تُوُفِّي قَبلَ العامِ، وقَولُ ابنِ عَباسٍ: «إنَّ رَسولَ اللَّهِ ﷺ كانَ يَصومُ التاسِعَ» فابنُ عَباسٍ رَوَى هذا، وهذا، وصَحَّ عنه هذا وهذا، ولا تَنافيَ بَينَهما، إذْ مِنْ المُمكِنِ أنْ يَصومَ التاسِعَ ويُخبِرَ أنَّه إنْ بَقيَ إلى العامِ المُقبِلِ صامَه، أو يَكونَ ابنُ عَباسٍ أخبَرَ عن فِعلِه مُستَنِدًا إلى ما عَزَم عليه، ووعَد به، ويَصحُّ الإخبارُ عن ذلك مُقيَّدًا، أي: كذلك كانَ يَفعَلُ لَو بَقيَ ومُطلَقًا إذا عَلِم الحالَ، وعلى كُلِّ واحِدٍ مِنْ الِاحتِمالَيْن لا تَنافيَ بَينَ الخَبَرَيْن. وأمَّا الإشكالُ الخامِسُ فقد تَقدَّم جَوابُه بما فيه كِفايةٌ.وأمَّا الإشكالُ السادِسُ: -وهو قَولُ ابنِ عَباسٍ: اعدُدْ وأصبِحْ يَومَ التاسِعِ صائِمًا فمَن تأمَّلَ مَجموعَ رِواياتِ ابنِ عَباسٍ تَبيَّنَ له زَوالُ الإشكالِ وسَعةُ عِلمِ ابنِ عَباسٍ، فإنَّه لم يَجعَلْ عاشوراءَ هو اليَومَ التاسِعَ، بل قال لِلسائِلِ: صُمِ اليَومَ التاسِعَ، واكتَفى بمَعرِفةِ السائِلِ أنَّ يَومَ عاشوراءَ هو اليَومُ العاشِرُ الَّذي يَعُدُّه الناسُ كُلُّهم يَومَ عاشوراءَ، فأرشَدَ =
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute