للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ورَدَت أَحاديثُ الفِطرةِ بألفاظٍ مُختلفةٍ فجاءَت بلَفظِ: «عَشرٌ مِنْ الفِطرةِ» وبلَفظِ: «خَمسٌ من الفِطرةِ» ونَحوِ ذلك، والحاصِلُ من ذلك أنَّ هذا لا يُرادُ به الحَصرُ، وإنَّما يُشارُ إلى ما هو الظاهِرُ البَيِّنُ المَحسوسُ منه، والذي يُدركُه كلُّ إِنسانٍ بطَبعِه، وهذا ما أشارَ إليه الإمامُ النَّوويُّ وبيَّنَ أنَّ الخِصالَ غيرُ مُنحصرةٍ في العَشرِ، والمُرادُ من الحَديثِ أنَّ مُعظمَها عَشرٌ، فهو كقَولِ الرَّسولِ : «الحَجُّ عَرفةُ»، وعضَّدَ قَولَه بالرِّوايةِ التي تَقولُ: «خَمسٌ من الفِطرةِ» (١).

وقد ذكَرَ ابنُ العَربيِّ المالِكيُّ: أنَّ خِصالَ الفِطرةِ تَبلغُ ثَلاثينَ خَصلةً.

قالَ الحافِظُ ابنُ حَجرٍ : فإذا أرادَ خُصوصَ ما ورَدَ بلَفظِ الفِطرةِ فليسَ كذلك، وإنْ أرادَ أعَمَّ من ذلك فلا تَنحصِرُ في الثَّلاثينَ، بل تَزيدُ كَثيرًا، وأقَلُّ ما ورَدَ في خِصالِ الفِطرةِ حَديثُ ابنِ عُمرَ المَذكورُ؛ فإنَّه لم يَذكرْ إلا ثَلاثًا (٢).

ومَجموعُ الخِصالِ التي ذُكرَت في الأَحاديثِ التي مَعنا هو:

١ - الخِتانُ.

٢ - الاستِحدادُ، حَلقُ العانةِ.

٣ - قَصُّ الشارِبِ.


(١) «المجموع» (١/ ٣٥٢)، و «شرح صحيح مسلم» (٣/ ١٢٠).
(٢) «فتح الباري» (١٠/ ٣٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>