للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ قال: قال رَسولُ اللهِ : «إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كما يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ» (١).

وعن جابِرٍ : «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ خَرَجَ عَامَ الْفَتْحِ إلى مَكَّةَ في رَمَضَانَ، فَصَامَ حتى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ، فَصَامَ الناسُ، ثُمَّ دَعَا بِقَدَحٍ من مَاءٍ فَرَفَعَهُ حتى نَظَرَ الناسُ إليه، ثُمَّ شَرِبَ، فَقِيلَ له بَعْدَ ذلك: إِنَّ بَعْضَ الناسِ قد صَامَ، فقال: «أُولَئِكَ الْعُصَاةُ، أُولَئِكَ الْعُصَاةُ» (٢).

قال ابنُ حَبيبٍ: ولأنَّه آخِرُ الأمرَيْن من رَسولِ اللهِ (٣).

لكنْ قال النَّوَويُّ والكَمالُ بنُ الهُمامِ -رحمهما الله-: إنَّ الأحاديثَ التي تَدُلُّ على أفضَليَّةِ الفِطرِ، مَحمولةٌ على مَنْ يَتضرَّرُ بالصَّومِ، وفي بَعضِها التَّصريحُ بذلك، ولا بُدَّ من هذا التأويلِ، لِيُجمَعَ بينَ الأحاديثِ، وذلك أوْلى من إهمالِ بَعضِها، أو ادِّعاءِ النَّسخِ، من غَيرِ دَليلٍ قاطِعٍ (٤).


(١) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: تَقدَّم.
(٢) رواه مسلم (١١١٤).
(٣) «التمهيد» (٢٢/ ٥٣)، و «الإفصاح» (١/ ٤١٣)، و «المغني» (٤/ ٢١٤)، و «كشاف القناع» (٢/ ٣١٢)، و «الإنصاف» (٣/ ٢٨٧)، و «المجموع» (٧/ ٤٤٠).
(٤) «المجموع» (٧/ ٤٤٢)، و «فتح القدير» (٢/ ٢٧٣، ٢٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>