(٢) هذا الحَديثُ ذكَره المَوصليُّ في «الاختيارِ» (١/ ١٣٥) ولم يَعزُه إلى أحَدٍ، وقال الزَّيلَعيُّ في «نَصبِ الرايةِ» (٢/ ٤٣٥) قُلتُ: حَديثٌ غَريبٌ، وذكَره ابنُ الجَوزيِّ في التَّحقيقِ وقال: إنَّ هذا حَديثٌ لا يُعرَفُ، وإنَّما المَعروفُ أنَّه شَهِد عندَه برُؤيةِ الهِلالِ فأمَر أنْ يُناديَ في الناسِ أنْ تَصوموا غَدًا.وقال الحافِظُ في «الدِّرايةِ» (١/ ٢٧٥): لم أجِدْه، وقِصَّةُ شَهادةِ الأعرابيِّ دونَ ما بعدَها عندَ الأربَعةِ عن ابنِ عباسٍ قال: «جاءَ أعرابيٌّ فقال: إنِّي رأيتُ الهِلالَ، فقال ﷺ: أتَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ مُحمدًا رَسولُ اللهِ؟ قال: نَعَمْ، قال: يا بِلالُ، أذِّنْ في الناسِ فليَصوموا». وصحَّحه ابنُ حِبَّانَ وسيأتي قَريبًا، وأَخرَجه الدارَقُطنيُّ بلَفظٍ يُغايِرُ التَّرجمةَ، وهو أنَّ أعرابيًّا جاءَ لَيلةَ شَهرِ رَمضانَ … الحَديثَ، وفيه عندَ أبي يَعلى أبصَرتُ الهِلالَ اللَّيلةَ، وفيه عندَهما: فأمَر أنْ يُنادَى في الناسِ أنْ يَصوموا غَدًا، وبَقيَّةُ الحَديثِ: إنَّما هو في قِصَّةِ عاشوراءَ. أَخرَجه الشَّيخان من حَديثِ سَلمةَ بنِ الأكوَعِ أنَّه ﷺ أمَرَ رَجلًا من أسلَمَ أنْ أذِّنْ في الناسِ أنَّ مَنْ أكلَ فليَصُمْ بَقيَّةَ يَومِه، ومَن لم يَكُنْ أكَلَ فليَصُمْ فإنَّ اليَومَ يَومُ عاشوراءَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute