وذهَبَ الإمامُ أبو حَنيفةَ وأحمدُ في رِوايةٍ إلى أنَّه يُصلَّى عليه؛ لِما رَوى عُقبةُ بنُ عامِرٍ الجُهنيُّ: «أنَّ رَسولَ اللَّهِ ﷺ خرَجَ يَوْمًا فصلَّى على أَهْلِ أُحدٍ صَلاتَه على الميِّتِ بعدَ ثمانِي سِنينَ كالمُودِّعِ لِلأَحْياءِ والأَمواتِ» (١).
ولِما رَواه شَدَّادُ بنُ الهادِ: «أنَّ رَجلًا مِنْ الأَعْرابِ جاءَ إلى النَّبيِّ ﷺ فآمَنَ به واتَّبعَه، ثُم قالَ: أُهاجِرُ معَك، فأَوْصى به النَّبيُّ ﷺ بعضَ أَصحابِه، فلمَّا كانَت غَزوةٌ غنِمَ النَّبيُّ ﷺ سَبيًا، فقسَمَ وقسَمَ له فَأَعْطَى أَصحابَهُ ما قَسَمَ له، وكان يَرْعَى ظَهرَهُم، فلمَّا جاءَ دفَعُوه إليه، فقالَ: ما هذا؟ قالوا: قَسْمٌ قسَمَه لكَ النَّبيُّ ﷺ، فأخَذَه فجاءَ به إلى النَّبيِّ ﷺ فقالَ: ما هذا؟ قالَ: قسَمْتُه لكَ. قالَ: ما على هذا اتَّبَعتُك، ولكنِّي اتَّبَعتُك على أنْ أُرمَى إلى ههنا، وأَشارَ إلى حَلقِه، بسَهمٍ، فأَموتَ فأَدخُلَ الجَنةَ، فقالَ: إنْ تَصدُقِ اللَّهَ يَصدُقْكَ، فلَبِثوا قَلِيلًا ثُم نهَضُوا في قِتالِ العَدوِّ، فأتَى به النَّبيَّ ﷺ يُحمَلُ قد أَصابَه سَهمٌ حيثُ أَشارَ، فقالَ النَّبيُّ ﷺ أَهو هو؟ قالوا: نَعم. قالَ: صدَقَ اللَّهَ فصدَقَه، ثُم كفَّنَه النَّبيُّ ﷺ في جُبَّةِ النَّبيِّ ﷺ، ثُم قدَّمَه
(١) رواه البخاري (١٢٧٩)، ومسلم (٢٢٩٦)، وأحمد (٤/ ١٥٤)، وأبو داود (٣٢٢٤)، والزيادة له.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute