للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولِما رَواه عَطاءُ بنُ السائِبِ: «أنَّ رَسولَ اللهِ سلَّمَ على الجنازةِ تَسليمةً واحِدةً» (١).

وحَكاه ابنُ المنذِرِ عن علِيٍّ، وجابِرِ بنِ عبدِ اللهِ، وواثِلةَ بنِ الأسقَعِ، وابنِ أَبي أوْفَى، وأبي هُريرةَ وأبي أُمامةَ سَهلِ بنِ حُنَيفٍ، وأنسٍ، وابنِ عَباسٍ، وابنِ عمرَ (٢).

قال ابنُ المنذِرِ: ولأنَّه الذي عليه أَصحابُ رَسولِ اللهِ ، وهُم أعلَمُ بالسُّنةِ مِنْ غيرِهم، ولأنَّهم الذين حَضروا صَلاةَ رَسولِ اللهِ وحَفِظوا عنه ولَم يختلِفْ ممَّن رَوَينا ذلك عنه منهم على أنَّ التَّسليمَ تَسليمةٌ واحِدةٌ، وقد أجمَعَ أهلُ العِلمِ على أنَّه يَكونُ بتَسليمةٍ واحِدةٍ خارجًا مِنْ الصَّلاةِ (٣).

وذهَبَ الحَنفيةُ (٤) وبعضُ الحَنابِلةِ إلى أنَّ السُّنةَ أنْ يُسلِّمَ تَسليمتَينِ؛


(١) مرسل: أخرجه أبو داود في «المراسيل» (٤١٨)، والبيهقي (٤٣٤) معلقًا.
(٢) قال الحاكِمُ في «المُستدرَك» (١/ ٥١٣): «قد صَحَّت الرِّوايةُ فيه عن علِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وعبدِ اللهِ بنِ عُمرَ وعبدِ اللهِ بنِ عباسٍ وجابِرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أبي أوْفَى وأبي هُريرةَ أنَّهم كانوا يُسلِّمون على الجَنازةِ تَسليمةً واحِدةً»، ووافَقهُ الذَّهبيُّ وأسنَدَ البَيهقيُّ أغلَبَ هذه الآثارِ في «السُّننِ» (٤/ ٤٣)، وزادَ فيهم «واثِلةَ بنَ الأسقَعِ وأبا أُمامةَ وغَيرَهم».
(٣) «الأوسط» (٥/ ٤٤٧، ٤٤٨)، و «الشرح الصغير» (١/ ٣٦٣)، و «الاستذكار» (٣/ ٣٢)، و «المدونة الكبرى» (١/ ١٨٩)، و «اختلاف العلماء» للمروزي (١/ ٦٤)، و «المغني» (٣/ ٢٤٩)، و «زاد المعاد» (١/ ٥١٠)، و «بداية المجتهد» (١/ ٣٢٦).
(٤) «عمدة القاري» (٨/ ١٢٣)، و «البدائع» (٢/ ٣٤٤)، و «المبسوط» (٢/ ٦٥)، و «كشاف القناع» (٢/ ١٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>