للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - كَفنُ الكِفايةِ.

٣ - كَفنُ الضَّرورةِ.

فأمَّا كَفنُ السُّنةِ فهو أكمَلُها، فهو ثَلاثةُ أثوابٍ بِيضٍ مُجمَّرةٍ، قَميصٌ وإزارٌ ولِفافةٌ، وصِفتُه أنْ تُبسَطَ اللِّفافةُ، ثم الإِزارُ فوقَها، ثم يُقمَصَ وهو على المَنكِبِ إلى القَدمِ، ويُوضَعُ الإزارُ، وهو مِنْ القَرنِ إلى القَدمِ، ويُعطَفُ عليه مِنْ قبَلِ اليَسارِ ثم مِنْ قبَلِ اليَمينِ اعتِبارًا بحالِ الحياةِ، ثم اللِّفافةُ كذلك، وهو مِنْ القَرنِ إلى القَدمِ، واستَحبُّوا أنْ يَكونَ أحدُهما حبَرةً، والآخَرانِ أبيَضَينِ؛ لحَديثِ: «البَسوا مِنْ ثِيابِكُم البَياضَ؛ فإِنَّها خَيرُ ثِيابِكم، وكَفِّنوا فيها مَوتاكُم» (١).

ولحَديثِ جابِرٍ مَرفوعًا: «إذا تُوفِّيَ أحدُكم فوجَدَ شَيئًا فليُكفَّنْ في ثَوْبٍ حِبَرَةٍ» (٢).

ويُستحَبُّ لِلمرأةِ خَمسةُ أثوابٍ.

أمَّا كَفنُ الكِفايةِ: فهو ثَوبانِ: إزارٌ ولِفافةٌ؛ لقَولِ أَبي بَكرٍ : «اغْسِلُوا ثَوبيَّ هذَينِ وكفِّنونِي فيهِما» (٣)، ولأنَّ أدنى ما يَلبَسُه الرَّجلُ في حالِ


(١) حَديثٌ صَحيحٌ: تقدم.
(٢) حَديثٌ صَحيحٌ: رواه أبو داود (٣١٥٠)، ومن طريقة البيهقي (٣/ ٤٠٣).
(٣) هكذا ذكروه في كُتُبهم، لكنْ رَواه البُخاريُّ (١٣٢١) مِنْ حَديثِ عائِشةَ قالت: «فنظَرَ -أي: أبو بَكرٍ إلى ثَوبٍ عليه كان يُمرَّضُ فيه به رَدعٌ مِنْ زَعفَرانٍ، فقال: اغْسِلوا ثَوبِي هذا وزِيدُوا عليه ثَوبَينِ فكَفِّنونِي فيها، قُلتُ: إِنَّ هذا خَلقٌ، قال: إِنَّ الحَيَّ أَحقُّ بالجَديدِ مِنْ الميِّتِ، إنَّما هو لِلمُهلَةِ، فلَم يُتوَفَّ حتى أَمسَى مِنْ لَيلَةِ الثُّلاثَاءِ ودُفنَ قبلَ أَنْ يُصبِحَ».

<<  <  ج: ص:  >  >>