هذا الاسمِ إلا أنَّ أَصحابَ الفَرائضِ قُدِّموا على غيرِهم مِنْ ذَوي الأَرحامِ لقُوَّةِ قَرابتِهم؛ ألا تَرى أنَّهم يُقدَّمونَ في الإِرثِ فكانوا أَحقَّ به.
وما رُويَ «أنَّ النَّبيَّ ﷺ دخَلَ على سَعدٍ يَعودُه فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ لي مالًا ولا يَرثُني إلا ابنَتِي» الحَديث، ولَم يُنكِرْ عليه رَسولُ اللهِ ﷺ حَصرَ المِيراثِ على ابنَتِه، ولولا أنَّ الحُكمَ كذلك لأَنكَرَ عليه ولَم يُقرَّه على الخَطإِ لا سِيَّما في مَوضعِ الحاجةِ إلى البَيانِ.
وكذا رُويَ أنَّ امرَأةً أتَت إلى النَّبيِّ ﷺ فقالَت: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي تَصدَّقْت على أمِّي بجارِيةٍ فماتَت أميِّ وبقِيَت الجاريةُ، فقالَ:«وجَبَ أَجرُك، ورجَعَت إليك في المِيراثِ» فجعَلَ الجارِيةَ راجِعةً إليها بحُكمِ المِيراثِ، وهذا هو الردُّ، ولأنَّ أَصحابَ الفَرائضِ ساوَوا الناسَ كلَّهم، وتَرجَّحوا بالقَرابةِ فيتَرجَّحونَ بذلك مِنْ المُسلِمينَ.