للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كاذِبًا في جُحودِه؛ إذِ الفَرضُ أنَّه أَوصَى ثم جحَدَ، كانَ النَّفيُ في الماضي باطِلًا، فيَبطلُ ما هو من ضَرورتِه، وهو الانتِفاءُ في الحالِ، فكانَ الجُحودُ لَغوًا (١).

وذهَبَ أَبو يُوسفَ من الحَنفيةِ والشافِعيةُ في قَولٍ والحَنابِلةُ في رِوايةٍ إلى أنَّ جَحدَ الوَصيةِ يُعتبَرُ رُجوعًا عنها؛ لأنَّه يَدلُّ على أنَّه لا يُريدُ إِيصالَه إلى المُوصَى له، ولأنَّ مَعنى الرُّجوعِ عن الوَصيةِ هو فَسخُها وإِبطالُها، وفَسخُ العَقدِ كَلامٌ يَدلُّ على عَدمِ الرِّضا بالعَقدِ السابِقِ وبثُبوتِ حُكمِه، والجُحودُ في مَعناه؛ لأنَّ الجاحِدَ لتَصرُّفٍ من التَّصرُّفاتِ غيرُ راضٍ به وبثُبوتِ حُكمِه، فيَتحقَّقُ فيه مَعنى الفَسخِ فحصَلَ مَعنى الرُّجوعِ، ولأنَّ الرُّجوعَ نَفيٌ في الحالِ ولأنَّ الجُحودَ نَفيٌ في الماضي والحالِ، وإذا كانَ نَفيُ الحالِ وَحدَه رُجوعًا فنَفيُ الماضي والحالِ أَولى أنْ يَكونَ رُجوعًا (٢).


(١) «المبسوط» (٢٧/ ١٦٣)، و «بدائع الصنائع» (٧/ ٣٨٠، ٣٨١)، و «الهداية» (٤/ ٢٣٦)، و «العناية» (١٦/ ٩١، ٩٢)، و «الجوهرة النيرة» (٦/ ٤٠٨)، و «مختصر الوقاية» (٢/ ٤٢٢، ٤٢٣)، و «البحر الرائق» (٨/ ٤٦٥)، و «مغني المحتاج» (٤/ ١١٨)، و «إعانة الطالبين» (٣/ ٤٠٣)، و «المغني» (٦/ ٩٨)، و «الكافي» (٢/ ٥١٧)، و «الفروع» (٥/ ٥٠١)، و «الإنصاف» (٧/ ٢١٣)، و «كشاف القناع» (٤/ ٤٢٤)، و «مطالب أولي النهى» (٤/ ٤٦٣).
(٢) «المبسوط» (٢٧/ ١٦٣)، و «بدائع الصنائع» (٧/ ٣٨٠، ٣٨١)، و «العناية» (١٦/ ٩١، ٩٢)، و «مختصر الوقاية» (٢/ ٤٢٢، ٤٢٣)، و «روضة الطالبين» (٤/ ٥٥٥)، و «المغني» (٦/ ٩٨)، و «الكافي» (٢/ ٥١٧)، و «الفروع» (٥/ ٥٠١)، و «الإنصاف» (٧/ ٢١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>