للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ: «كَفارةُ النَّذرِ كَفارةُ اليَمينِ» (١). أيْ: النَّذرَ الذي لا مَخرجَ له ولا يُمكنُ حَملُه على ما له مَخرجٌ للزومِ ذلك المُعيَّنِ.

وبهذا قالَ ابنُ مَسعودٍ وجابرٍ وعائشةُ ولم يُعرفْ لهم مُخالِفٌ في عَصرِهم فيَكونُ إِجماعًا (٢).

وذهَبَ الشافِعيةُ إلى أنَّه لو قالَ: عليَّ نَذرٌ صحَّ ويَتخيرُ بينَ قُربةٍ مِنْ القُربِ -كتَسبيحِ وصَلاةِ رَكعتينِ وصَومٍ يَومٍ- وكَفارةِ يَمينٍ.

ونصُّ البُويطيُّ: يَقتضي أنَّه لا يَصحُّ ولا يَلزمُه شيءٌ، فلو كانَ ذلك في نذرِ التَّبررِ كأنْ قالَ: «إنْ شَفى اللهَ مَريضي فعليَّ نَذرٌ»، أو قالَ ابتداءً: «فلله عليَّ نَذرٌ»، لزِمَه قُربةٌ مِنْ القُربِ، والتَّعيينُ إليه كما ذكرَه البُّلقينيُّ (٣).

قالَ الإِمامُ ابنُ رُشدٍ : «اختلَفُوا في الواجبِ في النَّذرِ المُطلقِ الذي ليسَ يُعينُ فيه الناذرُ شَيئًا سِوى أنْ يَقولَ للهِ عليَّ نَذرٌ، فقالَ كَثيرٌ مِنْ العُلماءِ في ذلك كَفارةُ يَمينٍ لا غيرُ، وقالَ قَومٌ: بل فيه كَفارةُ الظِّهارِ، وقالَ


(١) أخرجه مسلم (١٦٤٥).
(٢) «تبيين الحقائق» (٣/ ١١٠)، و «البناية شرح الهداية» (٦/ ١٣٠، ١٣١)، و «الجوهرة النيرة» (٦/ ١٩)، و «شرح صحيح البخاري» (٦/ ١٦١، ١٦٢)، و «شرح مختصر خليل» (٣/ ٥٧)، و «تحبير المختصر» (٢/ ٣٦٦)، و «المغني» (١٠/ ٦٨)، و «الكافي» (٤/ ٤١٨)، و «شرح الزركشي» (٣/ ٣٥٠، ٣٥١)، و «المبدع» (٩/ ٣٢٦)، و «كشاف القناع» (٦/ ٣٤٨)، و «شرح منتهى الإرادات» (٦/ ٤٣٩)، و «الروض المربع» (٢/ ٦١٤)، و «مطالب أولي النهى» (٦/ ٤٢٢)، و «منار السبيل» (٣/ ٤٤٠).
(٣) «روضة الطالبين» (٢/ ٧٤٧)، و «أسنى المطالب» (١/ ٥٧٦)، و «مغني الحتاج» (٦/ ٢٥٥، ٢٥٦)، و «تحفة المحتاج» (١٢/ ١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>