أَحدُها: ما لا يُسمَّى بها غَيرُه نحوَ قولِه واللهِ والرَّحمنِ والأَولِ الذي ليسَ قبلَه شَيءٌ والآخرِ الذي ليسَ بعدَه شيءٌ وربِّ العالَمينَ ومالكِ يومِ الدِّينِ وربِّ السَّمواتِ والأرضِ والحيِّ الذي لا يَموتُ ونحوِ هذا، فالحَلفُ بهذا يَمينٌ بكلِّ حالٍ.
والثانِي: ما يُسمَّى به غيرُ اللهِ تَعالى مَجازًا وإِطلاقُه يَنصرِفُ إلى الله تَعالى مِثلَ الخالِقِ والرَّازقِ والرَّبِّ والرَّحيمِ والقادِرِ والقاهِرِ والمَلكِ والجَبارِ ونحوِه، فهذا يُسمَّى به غيرُ اللهِ مَجازًا بدَليلِ قولِ اللهِ تَعالى: ﴿وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا﴾ [العنكبوت: ١٧] ﴿وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (١٢٥)﴾ [الصافات: ١٢٥]، وقولِه:
و ﴿فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ﴾ [يوسف: ٤٢] وقالَ: ﴿فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ﴾ [النساء: ٨] وقالَ: ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (١٢٨)﴾ [التوبة: ١٢٨]، فهذا إنْ نَوى به اسمَ اللهِ تَعالى أو أطَلقَ كانَ يَمينًا؛ لأنَّه بإِطلاقِه يَتصَرفُ إليه، وإن نَوى به غيرَ اللهِ تَعالى لَم يَكنْ يَمينًا؛ لأنَّه يُستَعملُ في غيرِه فيَنصرِفُ بالنِّيةِ إلى ما نَواه، وهذا مَذهبُ الشافِعيِّ، وقالَ طَلحةُ العاقولِيُّ: إذا قالَ: «والربِّ والخالِقِ والرازِقِ» كانَ يَمينًا على كلِّ حالٍ كالأَولِ؛ لأنَّها لا تُستَعملُ معَ التَّعريفِ بلام التَّعريفِ إلا في اسمِه تَعالى فأَشبَهت القِسمَ الأَولَ.
الثالِثُ: ما يُسمَّى به اللهُ تَعالى وغيرُه ولا يَنصرِفُ إليه بإِطلاقِه كالحيِّ والعالِمِ والمَوجودِ والمُؤمنِ والكَريمِ والشاكِرِ فهذا إنْ قُصدَ به اليَمينُ باسمِ اللهِ تَعالى كانَ يَمينًا وإنْ أُطلِقَ أو قُصدَ غيرُ اللهِ تَعالى لَم يَكنْ يَمينًا، فيَختلِفُ هذا القَسمُ والذي قبلَه في حالةِ الإِطلاقِ؛ ففي الأَولِ يَكونُ يَمينًا، وفي الثانِي