وقيلَ: المُدَّعي مَنْ لا يَستحِقُّ إلا بحُجةٍ كالخارِجِ، والمُدَّعى عليه مَنْ يَستحِقُّ بقَولِه من غيرِ حُجةٍ كذي اليَدِ.
وقيلَ: المُدَّعي مَنْ يُضيفُ ما عندَ غَيرِه إلى نَفسِه، والمُدَّعى عليه: ما يُضيفُ ما عِندَه إلى نَفسِه، وجَميعُ العِباراتِ مُتقارِبةٌ.
قالَ الموصليُّ: ويَنبَغي أنْ يُحقَّقَ ذلك ويُعرَفَ بالمَعنى لا بالصُّورةِ؛ فإنَّ المُودِعَ إذا ادَّعى إِيصالَ الوَديعةِ؛ فإنَّه مُدَّعٍ صُورةً مُنكِرٌ مَعنًى حتى لو ترَكَ لا يُتركُ، والفَقيهُ إذا أمعَنَ النَّظرَ وأنعَمَ الفِكرَ ظهَرَ له ذلك بتَوفيقِ اللهِ ﷾(١).
وقالَ شَيخي زادَه ﵀: وقيلَ: المُدَّعي مَنْ لا حُجةَ له عليه، والمُدَّعَى عليه خِلافُ هذا، لذا يُقالُ لمُسيلِمةَ الكَذابِ مُدَّعي النُّبوةِ، ولا يُقالُ لرَسولِنا ﵊.
وقيلَ: المُدَّعي مَنْ لا يَستحِقُّ إلا ببَيِّنةٍ، والمُدَّعَى عليه مَنْ يَكونُ مُستحِقًّا بلا حُجةٍ؛ إذْ بقَولِه:«هو لي»، يَكونُ له على ما كانَ ما لم يُثبِتِ المُدَّعي استِحقاقَه.
قيلَ: المُدَّعي مَنْ يَلتَمِسُ خِلافَ الظاهِرِ، وهو الأمرُ الحادِثُ والمُدَّعى عليه مَنْ يَتمسَّكُ بالظاهِرِ كالعَدمِ الأصليِّ، انتَهى.
(١) «الاختيار» (٣/ ١٣١)، و «الهداية» (٣/ ١٥٥)، و «العناية» (١١/ ٢٥٣)، و «الجوهرة النيرة» (٦/ ٨٧)، و «اللباب» (٢/ ٤١١)، و «مختصر الوقاية» (٢/ ٢٩٣).