للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدَّليلُ على جَوازِه ما رَواه أَبو هُرَيرةَ «أنَّ النَّبيَّ قَضى باليَمينِ معَ الشاهِدِ» (١).

وعن جابِرٍ «أنَّ النَّبيَّ قَضى باليَمينِ معَ الشاهِدِ» (٢).

وعن ابنِ عَباسٍ قالَ: «قَضى رَسولُ اللهِ بالشاهِدِ واليَمينِ» (٣).

وقالَ الإمامُ ابنُ عبدِ البَرِّ بعدَما ذَكَر عَددًا من الأَحاديثِ في هذا: وإنَّما ذكَرْنا في هذا البابِ الآثارَ المَرفوعةَ لا غَيرُ، ولو ذكَرْنا الأَسانيدَ عمَّن قَضى بذلك من الصَّحابةِ والتابِعينَ وعُلماءِ المُسلِمينَ لطالَ ذلك، وممَّن رُويَ عنه القَضاءُ باليَمينِ معَ الشاهِدِ مَنصوصًا عليه من الصَّحابةِ أَبو بَكرٍ وعُمرُ وعُثمانُ وعلِيٌّ وأُبيُّ بنُ كَعبٍ وعَبدُ اللهِ بنُ عُمرَ وإنْ كانَ في الأَسانيدِ عنهم ضَعفٌ؛ فإنَّا لم نَذكُرْهم على سَبيلِ الحُجةِ؛ لأنَّ الحُجةَ قد لزِمَت بالسُّنةِ الثابِتةِ ولا تَحتاجُ السُّنةُ إلى مَنْ يُتابِعُها؛ لأنَّ مَنْ خالَفَها مَحجوجٌ بها، ولم يأتِ عن أحَدٍ من الصَّحابةِ أنَّه أنكَرَ اليَمينَ معَ الشاهِدِ، بل جاءَ عنهم القَولُ به، وعلى القَولِ به جُمهورُ التابِعينَ بالمَدينةِ سَعيدُ بنُ المُسيِّبِ وأَبو سَلمةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ والقاسِمُ بنُ مُحمدٍ وعُروةُ وسالِمٌ وأَبو بَكرِ بنُ عبدِ الرَّحمنِ وعُبَيدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ وخارِجةُ بنُ زَيدٍ وسُليمانُ بنُ


(١) صَحِيحٌ: رواه أَبو داود (٣٦١٠)، والترمذي (١٣٤٣)، وابن ماجه (٢٣٦٨)، وابن حبان في «صحيحه» (٥٠٧٣).
(٢) صَحِيحٌ: رواه الترمذي (١٣٤٤)، وابن ماجه (٢٣٦٩).
(٣) صَحِيحٌ: رواه ابن ماجه (٢٣٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>