للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيهِ الدِّيةُ كامِلةً؛ لقَولِ النبيِّ : «وفي الأنفِ إذا أُوعِبَ جَدعُه الدِّيةُ» (١).

قالَ الإمامُ ابنُ المُنذرِ : وأجمَعُوا على أنَّ الأنفَ إذا أُوعبَ جَدعًا الديةُ (٢).

والقِصاصُ مِنْ الأنفِ إذا كانَتِ الجِنايةُ عَمدًا كالقِصاصِ مِنْ سائرِ الأعضاءِ على ظاهِرِ كتابِ اللهِ ﷿ (٣).

وقالَ الإمامُ ابنُ هُبيرةَ : وأجمَعُوا على أنَّ الأنفَ بالأنفِ، وأجمَعُوا على أنَّ في الأنفِ إذا استُوعبَ جَذعًا الديةُ (٤).

وقالَ ابنُ قُدامةَ : وأجمَعُوا على جَرَيانِ القِصاصِ في الأنفِ أيضًا؛ للآيةِ والمعنَى، ويُؤخذُ الكَبيرُ بالصَّغيرِ، والأَقنى (٥) بالأفطَسِ (٦)، وأنفُ الأشَمِّ (٧) بأنفِ الأخشَمِ (٨) الذي لا يَشمُّ؛ لأنَّ ذلكَ لعِلةٍ في الدِّماغِ والأنفُ صَحيحٌ، كما تُؤخذُ أُذنُ السَّميعِ بأُذنِ الأصمِّ، وإنْ كانَ بأنفِه جُذامٌ


(١) رواه النسائي (٤٨٥٣)، وابن حبان في «صحيحه» (٦٥٥٩).
(٢) «الإجماع» (٦٨١).
(٣) «الإشراف» (٧/ ٤١٤).
(٤) «الإفصاح» (٢/ ٣٨).
(٥) الأَقنَى: أي الذي فيه احدِدابٌ معَ ارتِفاعٍ في القَصبةِ.
(٦) الأفطَسُ: هو ما تَضامَنَتْ قَصبةُ أنفِه وانتشَرَتْ.
(٧) الأشَمُّ: مَنْ كانَتْ حاسَّةُ الشمِّ لديهِ صَحيحةٌ.
(٨) الأخشَمُ: مَنْ لم يَشُمَّ لداءٍ يَعتري الأنفَ فيَذهبُ بالحاسةِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>