للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالَ الإمامُ ابنُ عبدِ البَرِّ : وأما جَماعةُ أهلِ السُّنةِ وأئمَّتُهم فقالوا: هذا هو الاختيارُ، أنْ يكونَ الإمامُ فاضِلًا عالِمًا عَدلًا مُحسِنًا قويًّا على القيامِ كما يَلزمُه في الإمامةِ (١).

وقالَ الإمامُ القُرطبيُّ : الحادِي عشَرَ: أنْ يكونَ عَدلًا؛ لأنه لا خِلافَ بينَ الأمَّةِ أنه لا يَجوزُ أنْ تُعقدَ الإمامةُ لفاسقٍ، ويجبُ أنْ يكونَ مِنْ أفضَلِهم في العِلمِ … وليسَ مِنْ شَرطِه أنْ يكونَ مَعصومًا مِنْ الزَّللِ والخَطأِ (٢).

وقالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ : الأئمَّةُ مُتفِقونَ على أنه لا بُدَّ في المُتولِّي-للخِلافةِ- مِنْ أنْ يكونَ عَدلًا أهلًا للشَّهادةِ (٣).

وقالَ الإمامُ أبو المَعالي الجُوَينيُّ : فأما التقوَى والوَرعُ فلا بُدَّ منهُما؛ إذ لا يُوثَقُ بفاسقٍ في الشَّهادةِ على فَلَسٍ، فكيفَ يُولَّى أمورَ المُسلمينَ كافَّةً، والأبُ الفاسِقُ مع فَرطِ حَدَبِه وإشفاقِه على وَلدِه لا يُعتمدُ في مالِ ولَدِه، فكيفَ يُؤتمَنُ في الإمامةِ العُظمَى فاسِقٌ لا يَتَّقي اللهَ؟ ومَن لم يُقاوِمْ عَقلُه هواهُ ونفسَه الأمَّارةَ بالسُّوءِ، ولم يَنتهضْ رَأيهُ بسِياسةِ نفسِه، فأنَّى يَصلحُ لسِياسةِ خطَّةِ الإسلامِ؟! (٤).

وقالَ ابنُ عبدُ الهادِي : العَدالةُ: فيُعتبَرُ في الخَليفةِ أنْ يكونَ عَدلًا.


(١) «الاستذكار» (٥/ ١٦).
(٢) «تفسير القرطبي» (١/ ٢٧٠، ٢٧١).
(٣) «السياسة الشرعية» ص (٢٠).
(٤) «غياث الأمم» ص (٢٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>