للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنِ استُرحِمُوا فرَحِمُوا، وإن عاهَدُوا وَفُّوا، وإنْ حكَمُوا عَدَلوا، فمَن لم يَفعلْ ذلكَ مِنهُم فعَليهِ لَعنةُ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمَعينَ» (١).

ولِما رواهُ البُخاريُّ عن الزُّهرِيِّ قالَ: كانَ مُحمدُ بنُ جُبيرِ بنِ مُطعِمٍ يُحدِّثُ أنه بلَغَ مُعاوِيةَ وهو عِندَه في وَفدٍ مِنْ قُريشٍ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عَمرِو بنِ العاصِ يُحدِّثُ أنه سيَكونُ مَلكٌ مِنْ قَحطانَ، فغَضِبَ مُعاويةُ فقامَ فأَثنَى على اللهِ بما هو أهلُه ثمَّ قالَ: أمَّا بعدُ فإنه بلَغَني أنَّ رِجالًا مِنْكُمْ يَتحدَّثونَ أحادِيثَ ليسَتْ في كِتابِ اللهِ تعالَى ولا تُؤثَرُ عن رَسولِ اللهِ ، فأولئِكَ جُهَّالُكم، فإيَّاكُم والأمانِيَّ التي تُضلُّ أهلَها، فإني سَمعتُ رَسولَ اللهِ يَقولُ: «إنَّ هذا الأمرَ في قُريشٍ لا يُعادِيهم أحَدٌ إلا كَبَّه اللهُ على وَجهِه ما أقاموا الدِّينَ» (٢).

وعن ابنِ عُمرَ عن النبيِّ قالَ: «لا يَزالُ هذا الأمرُ في قُريشٍ ما بَقيَ منهُم اثنانِ» (٣).

قالَ الحافظُ ابنُ حَجرٍ : وقد جَمَعتُ طُرقَه عن نحوِ أربعِينَ صَحابيًّا لمَّا بلَغَني أنَّ بعضَ فُضلاءِ العَصرِ ذكَرَ أنه لم يُرْوَ إلا عن أبي بَكرٍ الصدِّيقِ (٤).


(١) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه أحمد (١٢٣٢٩)، والنسائي في «الكبرى» (٥٩٤٢).
(٢) رواه البخاري (٣٣٠٩).
(٣) رواه البخاري (٣٣١٠، ٦٧٢١)، ومسلم (٦٧٢١).
(٤) «فتح الباري» (٧/ ٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>