وَجهانِ: أحَدُهما: لا يُعزَّرونَ؛ لأنَّ عليًّا لم يُعزِّرْ مَنْ عرَّضَ؛ لفرقِ ما بينَ التعريضِ والتصريحِ.
والثاني: أنهم يُعزَّرونَ؛ لأنَّ الإقرارَ على التعريضِ مُفضٍ إلى التصريحِ، فكانَ التعزيرُ حاسِمًا لِما بعدَه مِنْ التَّصريحِ (١).
وقالَ العَمرانِيُّ ﵀: وإنْ أظهَرَ قَومٌ رأيَ الخَوارجِ فتَجنَّبوا الجَماعاتِ وسَبُّوا السلَفَ وكفَّروهُم، وقالَوا: «مَنْ أتى بكَبيرةٍ .. خرَجَ مِنْ الملَّةِ واستَحقَّ الخلودَ في النارِ» ولكنَّهم لم يَخرُجوا مِنْ قَبضةِ الإمامِ .. فإنه لا يُقاتِلُهم في ذلكَ، كما روينَاهُ في الرَّجلِ الذي قالَ لعليٍّ على بابِ المَسجدِ وعليُّ ﵁ وأرضاهُ يَخطبُ: «لا حُكمَ إلا للهِ» وكانَ خارِجيًّا؛ لأنَّ هذا مِنْ كَلامِهم.
ورُوِيَ: أنه حُملَ ابنُ مُلجمٍ إلى عَليٍّ ﵁ وأرضاهُ وقيلَ له: إنه يُريدُ أنْ يَقتلَكَ، فلَم يَقتلْه، وكانَ ابنُ مُلجمٍ خارِجيًّا.
ورُوِيَ: أنَّ عامِلًا لعُمرَ بنِ عبدِ العَزيزِ ﵁ كتَبَ إليه: أنَّ قَومًا يَرَونَ رأيَ الخوارجِ، يُسبُّونَكَ، فقالَ: إذا سَبُّوني .. سُبُّوهم، وإذا حَمَلوا السلاحَ فاحمِلُوا عليهِم السلاحَ، وإذا ضَرَبوا .. فاضرِبوهُم.
وإنْ سَبُّوا الإمامَ أو غيرَه .. عُزِّروا، وإنْ عَرَّضوا بسَبِّ الإمامِ .. ففيه وَجهانِ:
أحَدُهما: لا يُعزَّرونَ؛ «لأنَّ عليًّا ﵁ وأرضاه صَلَّى الفَجرَ فسَمعَ
(١) «الحاوي الكبير» (١٣/ ١١٨).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute