للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإهداءُ ولا البَيعُ بما يُستعانُ به على ذلك لأجلِ ذلك، ولا تَمكينُ الصِّبيانِ ونَحوِهم من اللَّعبِ الذي في الأَعيادِ، ولا إِظهارُ زينةٍ.

وبالجُملةِ ليسَ لهم أنْ يَخُصُّوا أَعيادَهم بشَيءٍ من شَعائرِهم بل يَكونُ يَومُ عيدِهم عندَ المُسلِمينَ كسائرِ الأيامِ لا يَخصُّه المُسلِمونَ بشَيءٍ من خَصائصِهم، وأمَّا إذا أَصابَه المُسلِمونَ قَصدًا فقد كرِهَ ذلك طَوائفُ من السَّلفِ والخَلفِ، وأمَّا تَخصيصُه بما تَقدَّمَ ذِكرُه، فلا نِزاعَ فيه بينَ العُلماءِ بل قد ذهَبَ طائِفةٌ من العُلماءِ إلى كُفرِ مَنْ يَفعلُ هذه الأُمورَ لما فيها من تَعظيمِ شَعائرِ الكُفرِ، وقالَ طائِفةٌ منهم: مَنْ ذبَحَ نَطيحةً يَومَ عيدِهم فكأنَّما ذبَحَ خِنزيرًا.

وقالَ عبدُ اللهِ بنُ عَمرِو بنِ العاصِ: مَنْ تأسَّى ببِلادِ الأَعاجمِ وصنَعَ نَيروزَهم ومِهرجانَهم، وتَشبَّه بهم حتى يَموتَ وهو كذلك، حُشِر معهم يَومَ القيامةِ.

وفي سُننِ أبي داودَ عن ثابِتِ بنِ الضَّحَّاكِ قالَ: «نذَرَ رَجلٌ على عَهدِ رَسولِ اللَّهِ أنْ يَنحَرَ إبلًا ببُوانةَ فأتى النَّبيَّ فقالَ: إنِّي نذَرتُ أنْ أنحَرَ إبِلًا ببُوانةَ. فقالَ النَّبيُّ : هل كانَ فيها وَثنٌ من أَوثانِ الجاهلِيةِ يُعبَدُ؟ قالُوا: لا. قالَ: هل كانَ فيها عيدٌ من أَعيادِهم؟ قالُوا: لا. قالَ رَسولُ اللَّهِ : أوْفِ بنَذرِكَ؛ فإنَّه لا وَفاءَ لنَذرٍ في مَعصيةِ اللَّهِ، ولا فيما لا يَملِكُ ابنُ آدَمَ» (١).


(١) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه أبو داود (١/ ٣٣١٣)، و (بُوانةُ: مَوضعٌ وراءَ يَنبعَ، وفي أَسفلِ مَكةَ مَكانٌ بهذا الاسمِ، وليسَ هو المَقصودُ).

<<  <  ج: ص:  >  >>