للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبما رَوى عُمرُ أنَّ النَّبيَّ قالَ: «لا تُبنَى كَنيسةٌ في الإسلامِ وَلا يُجدَّدُ ما خُرِّبَ منها» (١).


(١) حَدِيثٌ ضَعِيفٌ جدًّا: أخرَجه ابن عدي في «الكامل» (٤/ ٤٠٣)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٥٠/ ٥٣)، والخطيب كما في «أحكام أهل الذمة» لابن القيم (٢/ ١٣٩)، ومن طريقِه ابنُ عبدِ الهادِي في «تنقيح التحقيق» (٤/ ٦٢٤) من طَريقِ سَعيدِ بنِ عبدِ الجَبارِ عن سَعيدِ بن سِنانٍ، حدَّثَنا أبو الزاهريةِ عن كثيرِ بن مُرّةَ الحَضرميّ قال: سَمِعتُ عُمرَ بنَ الخَطابِ يَقولُ: سَمِعت رَسولَ اللهِ يَقولُ: «لا تُبنَى كَنِيسةٌ في الإسلامِ ولا يُجدَّدُ ما خُرِّبَ منها» وعند ابن عساكر: «لا تُبنَى بِيعةٌ».
وهذا إسنادٌ ضَعيفٌ جدًّا فيه:
١ - سَعيدُ بنُ سِنانٍ الشاميُّ، الحِمصِيُّ. قال البُخاريُّ: مُنكَرُ الحَديثِ. وقال النَّسائيُّ: مَتروكُ الحَديثِ.
وقال ابنُ عَديٍّ: وعامةُ ما يَرويه عن أبي الزاهريةِ غَيرُ مَحفوظٍ، ولو قُلتُ: إنَّه هو الذي يَرويه عن أبي الزاهريةِ لا غَيرِه جازَ ذلك، وكان من صالِحي أهلِ الشامِ وأَفضلِهم، إلا أنَّ في بَعضِ رِواياتِه ما فيه.
وقال ابن حِبَّانَ: مُنكَرُ الحَديثِ، لا يُعجِبُني الاحتِجاجُ بخَبرِه، وكان ابنُ مَعينٍ سَيِّئَ الرأيِ فيه، ونُسختُه أكثَرُها مَقلوبةٌ.
قُلتُ: وهذا الحَديثُ من مَناكيرِه كما ذكَره ابنُ عَديٍّ في «الكامِلِ».
٢ - سَعيدُ بنُ عَبدِ الجَبارِ:
ضَعَّفه النَّسائيُّ، وكان جَريرٌ يُكذِّبُه. وقال علِيُّ بنُ المَدينيِّ: لم يَكُنْ بشَيءٍ. وقال الحاكِمُ: يُرمى بالكَذبِ.
وقال ابنُ عَديٍّ: وعامةُ حَديثِه الذي يَرويه عن الضُّعفاءِ وغَيرِه مما لا يُتابَعُ عليه.
وقال ابنُ عَبدِ الهادي في «تَنقيحِ التَّحقيقِ» (٤/ ٢٦٤): وهذا الحَديثُ لا يَثبُتُ مَرفوعًا.
وقال الذَهَبي في «التنقيح» (٢/ ٢٨٢): لم يَصحَّ. وضعَّفَ إسنادَه الحافِظُ ابنُ حَجرٍ كما في «الدِّرايةِ» (٢/ ١٣٥).
وقال ابنُ القَيِّمِ في «أحكامِ أهلِ الذِّمةِ» (٢/ ١٣٩): وهذا لو صَحَّ لكان كالنَّصِّ في المَسألةِ ولكنْ لا يَثبُتُ هذا الإسنادُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>