للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغَنيِّ ثَمانيةً وأربَعينَ دِرهمًا، وعلى المُتوسِّطِ أربَعةً وعِشرينَ دِرهمًا، وعلى الفَقيرِ اثنَيْ عشَر دِرهمًا (١).

قالَ السَّرخسيُّ : ونَصبُ المَقاديرِ بالرأيِ لا يَكونُ، فعرَفْنا أنَّ عُمرَ اعتمَدَ السَّماعَ من النَّبيِّ فأخذْنا به (٢). وقد فعَلَ عُمرُ ذلك بمَحضَرَ من الصَّحابةِ.

واستدَلُّوا بقياسِ الجِزيةِ على خَراجِ الأرضِ، فقد جعَلَ الخَراجَ على مِقدارِ الطاقةِ، واختَلفَ بحسَبِ اختِلافِ الأرضِ وطاقَتِها الإنْتاجيةِ، فوجَبَ أنْ تَكونَ الجِزيةُ على قَدرِ الطاقةِ والإمكانِ، فتَختلِفَ بحسَبِ طاقةِ الشَّخصِ وإمْكاناتِه الماليةِ.

وبأنَّ الجِزيةَ إنَّما وجَبَت عِوضًا عن النُّصرةِ للمُسلِمينَ، والنُّصرةُ من المُسلِمينَ تَتفاوتُ، فالفَقيرُ يَنصرُ دارَ الإسلامِ راجِلًا، ومُتوسِّطُ الحالِ يَنصرُها راجِلًا ورَاكِبًا، والمُوسِرُ يَنصرُها بالرُّكوبِ بنَفسِه وإِركابِ غيرِه، فوجَبَ أنْ تَكونَ الجِزيةُ على قَدرِ طاقةِ الشَّخصِ وإِمكاناتِه الماليةِ (٣).


(١) أخرجه البيهقي في «الكبرى» (٩/ ١٩٦)، وأبو عبيد في «الأموال» (٥٦)، وابن زنجويه في «الأموال» (١/ ١٦٠).
(٢) «المبسوط» (١٠/ ٧٨).
(٣) «المبسوط» (١٠/ ٧٨)، و «بدائع الصنائع» (٧/ ١١١)، و «العناية شرح الهداية» (٨/ ٩١)، و «البحر الرائق» (٥/ ١١٩)، و «درر الحكام» (٣/ ٤٠٠)، و «اللباب» (٤/ ١٤٣)، و «دستور العلماء» (١/ ٢٧٣)، و «أحكام القرآن» للجصاص (٤/ ٢٩١)، و «تبيين الحقائق» (٣/ ٢٧٦)، و «شرح فتح القدير» (٦/ ٥٠، ٥١)، و «الاختيار» (٤/ ١٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>