للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويَكونُ القُنوتُ بعدَ الرُّكوعِ؛ لمَا رَوى أبو هُريرةَ وأنَسٌ أنَّ النَّبيَّ : «قنَت بعدَ الرُّكُوعِ» (١).

ولو كبَّر ورفعَ يَديهِ بعدَ القِراءةِ، ثم قنَت قبلَ الرُّكوعِ، جازَ، لمَا رَوى أُبَيُّ بنُ كَعبٍ: «أنَّ رَسولَ اللهِ قنَت في الوِترِ قبلَ الرُّكُوعِ» (٢).

وهَيئةُ القُنوتِ أن يَرفَعَ يَديهِ إلى صَدرِه ويَبسُطَهما وبَطنَاهُما نحوَ السَّماءِ، ولو كانَ مَأمومًا، ويَقولَ جَهرًا -سَواءٌ كانَ إمامًا، أو مُنفرِدًا-: «اللَّهُمَّ إنَّا نَستَعِينُكَ وَنَستَهدِيكَ وَنَستَغفِرُكَ وَنَتُوبُ إلَيكَ، وَنُؤمِنُ بكَ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيكَ وَنُثنِي عَلَيكَ الخَيرَ كلَّهُ، وَنَشكُرُكَ ولا نَكفُرُكَ، اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسجُدُ، وَإِلَيكَ نَسعَى وَنَحفِدُ، نَرجو رَحمَتَكَ، وَنَخشَى عَذَابَكَ؛ إنَّ عَذَابَكَ الجِدَّ بِالكُفَّارِ مُلحَقٌ، اللَّهُمَّ اهدِنَا فِيمَن هَدَيتَ، وَعافِنَا فِيمَن عافَيتَ، وَتَوَلَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبارِك لنا فِيمَا أَعطَيتَ، وَقِنَا شَرَّ ما قَضيتَ؛ إنَّكَ تَقضِي ولا يُقضَى عَلَيكَ، إِنَّه لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيتَ، ولا يَعِزُّ مَنْ عادَيتَ، تَبارَكتَ رَبَّنَا وَتَعالَيتَ، اللَّهُمَّ إنَّا نَعُوذُ برِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِعَفوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَبِكَ مِنكَ، لَا نُحصِي ثَنَاءً عَلَيكَ، أنتَ كما أثنَيتَ على نَفسِكَ».

وله أن يَزيدَ ما شاءَ ممَّا يَجوزُ به الدُّعاءُ في الصَّلاةِ. قال المَجدُ، ابنُ تيميَّةَ: فقد صحَّ عن عمرَ أَنَّه كانَ يَقنُتُ بقَدرِ مئةِ آيةٍ، ثم يُصلِّي على النَّبيِّ ، ويُفرِدُ المُنفرِدُ الضَّميرَ، فيَقولُ: اللَّهُمَّ اهدِني … اللَّهمَّ


(١) رواه البُخاري (٩٥٧)، ومُسلم (٦٧٧).
(٢) حَدِيثٌ صَحِيحٌ: رواه أبو داود (١٤٢٧) مُعَلَّقًا، والنسائي في «الكبرى» (١٤٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>