الغَنيمةِ ومنهم مَنْ يُقاتِلُ دِفاعًا عن المَظلومينَ، ومنهم مَنْ يُقاتِلُ لتَكونَ كَلِمةُ اللهِ هي العُليا.
فمِن أجلِ هذا قالَ النَّبيُّ ﷺ:«مَنْ قاتَلَ لتَكونَ كَلِمةُ اللهِ هي العُليا فهو في سَبيلِ اللهِ»، ويَدخُلُ في هذا كلُّ مَنْ جاهَدَ لإيصالِ كَلِمةِ اللهِ العُليا للناسِ.
وقالَ شَيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميَّةَ ﵀: وقد يُقاتِلونَ وفيهم مُؤمِنٌ يَكتُمُ إيمانَه يَشهَدُ القِتالَ معهم -أي: مع الكُفارِ ضِدَّ المُؤمِنينَ- ولا يُمكِنُه الهِجرةُ وهو مُكرَهٌ على القِتالِ ويُبعَثَ يَومَ القيامةِ على نِيَّتِه كما في الصَّحيحِ عن النَّبيِّ ﷺ أنَّه قالَ:«يَغزو جَيشٌ هذا البَيتَ فبينَما هُمْ ببَيداءَ من الأرضِ إذْ خُسِف بهم، فقيل: يا رَسولَ اللهِ، وفيهم المُكرَهُ؟ فقالَ: يُبعَثونَ على نِيَّاتِهم»، وهذا في ظاهِرِ الأمرِ، وإنْ قُتلَ وحُكِم عليه بما يُحكَمَ على الكُفارِ فاللهُ يَبعَثَه على نِيَّتِه كما أنَّ المُنافِقينَ مِنَّا يُحكَمَ لهم في الظاهِرِ بحُكمِ الإسلامِ ويُبعَثونَ على نِيَّاتِهم فالجَزاءُ يَومَ القيامةِ على ما في القُلوبِ لا على مُجرَّدِ الظَّواهِرِ.
وبالجُملةِ لا خِلافَ بينَ المُسلِمينَ أنَّ مَنْ كانَ في دارِ الكُفرِ وقد آمَنَ وهو عاجِزٌ عن الهِجرةِ لا يَجبُ عليه مِنْ الشَّرائِعِ ما يَعجِزُ عنها، بل الوُجوبُ بحسَبِ الإمكانِ» (١).