للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِما رُوي عن علِيٍّ قالَ: «ما كَتَبنا عن النَّبيِّ إلا القُرآنَ، وما في هذه الصَّحيفةِ، قالَ النَّبيُّ : المَدينةُ حَرامٌ ما بينَ عائِرٍ إلى كذا، فمَن أحدَثَ حَدَثًا أو آوَى مُحدِثًا فعليه لَعنةُ اللهِ والمَلائِكةِ والناسِ أجمَعينَ، لا يُقبَلُ منه عَدلٌ ولا صَرفٌ، وذِمةُ المُسلِمينَ واحدةٌ يَسعَى بها أدناهُم، فمَن أخفَرَ مُسلمًا فعليه لَعنةُ اللهِ والمَلائِكةِ والناسِ أجمَعينَ، لا يُقبَلُ منه صَرفٌ ولا عَدلٌ، ومن والى قَومًا بِغيرِ إذنِ مَواليهِ فعليه لَعنةُ اللهِ والمَلائِكةِ والناسِ أجمَعينَ، لا يُقبَلُ منه صَرفٌ ولا عَدلٌ» (١).

فالمَرأةُ داخِلةٌ في قَولِه : «ذِمةُ المُسلِمينَ واحِدةٌ يَسعى بها أدناهم».

وعن أبي النَّضرِ مَولى عُمرَ بنِ عُبَيدِ اللهِ أنَّ أبا مُرةَ مَولى أمِّ هانِئٍ بِنتِ أبي طالِبٍ أخبرَه أنَّهُ سمِعَ أُمَّ هانِئٍ بِنتَ أبي طالِبٍ تَقولُ: «ذهَبتُ إلى رَسولِ اللهِ عامَ الفَتحِ فوجَدتُه يَغتسِلُ وَفاطِمةُ ابنَتُه تَستُرُه، فسلَّمتُ عليه فقالَ: مَنْ هذه؟ فقُلتُ: أنا أُمُّ هانِئٍ بِنتُ أبي طالِبٍ، فقالَ: مَرحَبًا بأمِّ هانِئٍ، فلمَّا فرَغ من غُسلِه قامَ فصلَّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ مُلتحِفًا في ثَوبٍ واحِدٍ، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، زعَم ابنُ أمِّي علِيٌّ أنَّه قاتِلٌ رَجلًا قد أجَرتُه، فُلانَ بنَ هُبيرةَ. فقالَ رَسولُ اللهِ : قد أجَرْنا من أجَرتِ يا أمَّ هانِئٍ. قالَت أمُّ هانِئٍ: وذلك ضُحًى» (٢).


(١) رواه البخاري (٣٠٠٨)، ومسلم (١٣٧٠).
(٢) رواه البخاري (٣٠٠٠) باب: أَمانُ النِّساءِ وجِوارُهنَّ، ومسلم (٣٣٦)، ومالك في «الموطأ» (٣٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>