للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالَ ابنُ قُدامةَ (١): إذا استَنفرَ الإمامُ قَومًا لزِمَهم النَّفيرُ معه؛ لقَولِ اللهِ تَعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ﴾ [التوبة: ٣٨] الآيةَ، والتي بعدَها، وقالَ النَّبيُّ : «وإذا استُنفِرتم فانفِروا» (٢).

٤ - إذا التَقى الزَّحفانِ وتَقابلَ الصَّفانِ: حرُمَ على مَنْ حضَرَ الانصِرافُ، وتَعيَّنَ عليه المُقامُ؛ لقَولِ اللهِ تَعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (١٥) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [الأنفال: ١٥، ١٦].

وقَولِ اللهِ تَعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٤٥) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (٤٦)[الأنفال: ٤٥، ٤٦].

قالَ الإمامُ الشِّيرازيُّ : وإذا التَقى الزَّحفانِ ولم يَزدْ عَددُ الكُفارِ على مِثلَيْ عَددِ المُسلِمينَ ولم يَخافُوا الهَلاكَ تَعيَّنَ عليهم فَرضُ الجِهادِ (٣).

وقالَ الإمامُ ابنُ هُبيرةَ : واتَّفَقوا على أنَّه إذا التَقى الزَّحفانِ وجَبَ على المُسلِمينَ الحاضِرين الثَّباتُ وحرُمَ عليهم الانصِرافُ والفِرارُ؛


(١) «المغني» (٩/ ١٦٣)، و «الروض المربع» (٢/ ٤)، و «شرح منتهى الإرادات» (١/ ٦١٨).
(٢) رواه البخاري (٢٦٣١)، ومسلم (١٣٥٣).
(٣) «المهذب» (٢/ ٢٣٢)، وانظر: «الحاوي الكبير» (١٤/ ١٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>