للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحتَ الحُلقومِ مُتصِلٌ بالفَمِ ورأسِ المَعدةِ والكَرشِ يَجري فيه الطعامِ إليها، ويُسمَّى البَلعومَ (١).

وذهَبَ الشافِعيةُ في المَذهبِ إلى أنَّ إجزاءَ الذَّبحِ بقَطعِ الحُلقومِ والمَريءِ دونَ الوَدجينِ، فإنْ قطَعَ الحُلقومَ والمَريءَ واستَثنَى الوَدجينِ حَلَّ الذَّبحُ؛ لأنه قطَعَ في مَحلِّ الذَّبحِ ما لا تَبقَى الحياةُ مع قَطعِه، فأشبَهَ ما لو قطَعَ الأربَعةَ (٢).

وذهَبَ الإمامُ أحمَدُ في رِوايةٍ إلى أنه لا يُباحُ إلا أنْ يَقطعَ الحُلقومَ والمَريءَ وعِرقانِ مِنْ الجانبَينِ مِنْ كلِّ جانِبٍ واحِدٌ (٣).

وبيَّنَ الإمامُ ابنُ رُشدٍ السببَ في اختِلافِ العُلماءِ فقالَ:

وسَببُ اختِلافِهم أنه لم يأت في ذلكَ شَرطٌ مَنقولٌ، وإنما جاءَ في ذلكَ أثَرانِ أحَدُهما يَقتضِي إنهارَ الدمِ فقطْ، والآخَرُ يَقتضِي قطْعَ الأوداجِ مع إنهارِ الدمِ، ففِي حَديثِ رافعِ بنِ خَديجٍ أنه قالَ : «ما أنهَرَ الدمَ وذُكرَ اسمُ اللهِ عليهِ فكُلْ»، وهو حَديثٌ مُتفَقٌ على صحَّتهِ، ورُويَ عن


(١) «الإشراف على نكت مسائل الخلاف» (٤/ ٣٤٠، ٣٤٢)، و «أحكام القرآن» (٢/ ٢٨)، و «التاج والإكليل» (٢/ ٣٠٢)، و «شرح مختصر خليل» (٣/ ٣، ٤)، و «الشرح الكبير مع حاشية الدسوقي» (٢/ ٣٥٣)، و «تحبير المختصر» (٢/ ٢٩٩).
(٢) «الحاوي الكبير» (١٥/ ٨٧، ٨٨)، و «المجموع» (٩/ ٨٠)، و «النجم الوهاج» (٩/ ٤٦٥، ٤٦٦)، و «مغني المحتاج» (٦/ ١١١، ١١٢)، و «الإفصاح» (٢/ ٣٥٢)، و «المغني» (٩/ ٣١٦، ٣١٧)، و «الكافي» (١/ ٤٧٩)، و «الفروع» (٦/ ٢٨١)، و «الإنصاف» (١٠/ ٣٩٢).
(٣) «الإفصاح» (٢/ ٣٥٢)، و «المغني» (٩/ ٣١٧)، و «الكافي» (١/ ٤٧٩)، و «الفروع» (٦/ ٢٨١)، و «الإنصاف» (١٠/ ٣٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>