للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأنَّ حَديثَ سَهلةَ في رَضاعِ سالمٍ كانَ في أولِ الهِجرةِ؛ لأنَّ قِصتَه كانَتْ عَقيبَ نُزولِ قولِه تعالَى: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ﴾ [لقمان: ٥]، وهي نزَلَتْ في أولِ الهِجرةِ.

وأما أحاديثُ اشتِراطِ الصِّغرِ وأنْ يكونَ في الثديِ قبلَ الفِطامِ فهيَ مِنْ رِوايةِ ابنِ عبَّاسٍ وأبي هُريرةَ، وابنُ عبَّاسٍ إنما قَدِمَ المدينةَ قبلَ الفَتحِ، وأبو هُريرةَ إنما أسلَمَ عامَ فتحِ خَيبَرَ، بلا شكٍّ كِلاهُما قَدِمَ المدينةَ بعدَ قِصةِ سالمٍ في رَضاعِه مِنْ امرأةِ أبي حذيفةَ.

وأما عَملُ عائِشةَ أنها كانَتْ تَأمرُ بنتَ أخيها عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بَكرٍ أنْ تُرضعَ الصِّبيانَ حتى يَدخُلوا عَليها إذا صارُوا رِجالًا فإنَّ عمَلَها مُعارَضٌ بعَملِ سائرِ أزواجِ النبيِّ ، فإنَّهنَّ كُنَّ لا يَرَينَ أنْ يُدخِلْنَ عليهنَّ بتلكَ الرضاعةِ أحَدًا مِنْ الرِّجالِ، والمُعارَضُ لا يَكونُ حُجةً (١).


(١) «بدائع الصنائع» (٤/ ٥، ٦)، و «تحفة الفقهاء» (٢/ ٢٣٦)، و «أحكام القرآن» (٢/ ١١٣، ١١٤)، و «الاختيار» (٣/ ١٤٦)، و «مختصر الوقاية» (١/ ٣٨١)، و «الجوهرة النيرة» (٤/ ٣٧١)، و «اللباب» (٢/ ٦١، ٦٢)، و «المدونة الكبرى» (٥/ ٤٠٧)، و «التمهيد» (٨/ ٢٥٧، ٢٦٠)، و «الاستذكار» (٦/ ٢٥٥)، و «تفسير القرطبي» (٣/ ١٦٣)، و «التاج والإكليل» (٣/ ٢٢١، ٢٢٢)، و «شرح مختصر خليل» (٤/ ١٧٨)، و «الإشراف على نكت مسائل الخلاف» (٤/ ٥٤، ٥٥)، و «حاشية الدسوقي على الشرح الكبير» (٣/ ٤٦٩)، و «الحاوي الكبير» (١١/ ٣٦٧)، و «المهذب» (٢/ ١٥٥)، و «زاد المعاد» (٥/ ٥٨٢)، و «المغني» (٨/ ١٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>