للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانَ يَقولُ: عَزيزٌ عليَّ أنْ تُذيبَ الدُّنيا أَكبادَ رِجالٍ وَعَت صُدورُهم القُرآنَ.

وعن عبدِ الصَّمدِ بنِ سُليمانَ بنِ مَطرٍ، قالَ: بِتُّ عندَ أَحمدَ بنِ حَنبلٍ، فوضَعَ لي ماءً، فلمَّا أصبَحَ وجَدَني لم أستَعمِلْه، فقالَ: صاحِبُ الحَديثِ لا يَكونُ له وِردٌ في اللَّيلِ؟ قالَ: قُلتُ: أنا مُسافِرٌ، قالَ: وإنْ كُنْتَ مُسافِرًا، حَجَّ مَسروقٌ فما نامَ إِلا ساجِدًا.

وعن حَنبلِ بنِ إِسحاقَ قالَ: رآني أَحمدُ بنُ حَنبلٍ أكتُبُ خَطًّا دَقيقًا، فقالَ: لا تَفعَلْ؛ أحوَجَ ما تَكونُ إليه يَخونُك.

وقالَ: كُلِ الطَّعامَ معَ الإِخوانِ بالسُّرورِ، ومع الفُقراءِ بالإِيثارِ، ومع أَبناءِ الدُّنيا بالمُروءةِ.

ودخَلَ ثَعلبٌ على أَحمدَ بنِ حَنبلٍ، ومَجلِسُه غاصٌّ، فجلَسَ إلى جانِبِه، وقالَ: أَخافُ أنْ أَكونَ ضيَّقتُ عليك، على أنَّه لا يَضيقُ مَجلسٌ بمُتحابِّينَ، ولا تَسعُ الدُّنيا مُتباغِضِينَ، قالَ الإِمامُ أَحمدُ: الصَّديقُ لا يُحاسَبُ، والعَدوُّ لا يُحتسَبُ له (١).

وعن أَحمدَ بنِ يَحيى قالَ: كُنْتُ أُحبُّ أنْ أَرى أَحمدَ بنَ حَنبلٍ، فصِرتُ إليه، فلمَّا دخَلتُ عليه قالَ لي: فيمَ جِئتَ؟ قُلتُ: في النَّحوِ والعَربيةِ، فأنشَدَ:


(١) بتصرف واختِصارٍ من «المنهج الأحمد» (١/ ١٩، ٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>